الشارع القنائي
أحب قفط وأهلها، لم يبخل عليهم بعلمه، ولا بأدوية صيدليته، التي ظلت قبلة للمرضى على اختلاف اوضاعهم الإقتصادية، “اللي معاه واللي ممعاهوش”.. منذ سبعينيات القرن الماضي وهو يجعل قلوب الأهالي قبلته في تقديم خدماته، الطبية والإجتماعية، والإنسانية، لذلك لم يكن غريبًا أن تبكيه قفط بكاملها اليوم، بعدما فاضت روحه إلى بارئها,
منذ أن كانت الأدوية يتم تحضيرها في معمل الصيدلية، ولم تكن الأدوية تأتي معلبة من المصانع بعد، كان الراحل يقضي معظم اوقاته في المعمل لكي يطبب أجساد المرضى، مسلمين وأقباط، لم يفرق بين قبطي ومسلم، بل على العكس فإن عشاقه من المسلمين، فاقوا اخوانهم الإقباط في قلبه، فكانوا أن بادلوه حبًا بحب، ووصلُا بوصل، فقديس قفط وصل إلى محطته الأخيرة.
عرفه الأطفال قبل الكبار، والأمهات قبل الشيوخ، إنه “الدكتور إيميل”, الذي ودعته مدينة قفط، عن بكرة أبيها اليوم الجمعة بقلوب خاشعة، وهي تزفّه إلى مثواه الأخير.
ويعد الدكتور الصيدلي اميل فؤاد عزيز، الذي بدأت حياته في قفط وانتهت فيها من أوائل الذين امتهنوا الصيدلة، اليوم وبعد رحلة طويلة في العطاء خرجت البلد الطيب أهلها، كبيرها وصغيرها، بل وقنا عموما تودعه بحالة من الحزن عمّت الأرجاء.
كان الدكتور ايميل من الرعيل الأول بالصيدلة، وجائت وفاته اليوم لتذكر كل قفط بمحاسنه، بقلبه الطيب، بروحه المعطاءة، وتجمع المئات في وداعه، حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة بكنيسة القديسة دميانة بمسقط رأسه بمدينة قنا.
اليوم سادت حالة من الحزن بين الأهالي في قفط وقنا، بعد سماع خبر رحيل قديس الصيدلة القدير، الذي أحب مدينة قفط وأهلها، حتى أنه يعرف بأنه لم يغادر صيدليته إلا للضرورة القصوى، ففيها ومنها خلق جسر من المودة والحب ظل يعبر عليه الأهالي من المرض إلى الشفاء، ومن العلٍّة إلى العافية، خدمهم بحب فبادلوه حبًا بحب.
الدكتور اميل فؤاد، تخرج من كلية الصيدلة عام ١٩٧٢، وافتتح صيدليته في قفط عام ١٩٧٨، ولديه ٣ أبناء صيادلة، وينتمي إلى إحدى العائلات العريقة – عائلة”بشارة” – وموطنها الاصلي مركز قفط .