أبونا ومولاناقنا العاصمة

”عيد الغطاس“ بقنا.. طقوس دينية وشعبية متأصلة

كتب: أحمد القواسمي

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الغطاس، وهو إحياء لذكرى معمودية السيد المسيح بنهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.

موعد الاحتفال بعيد الغطاس

قال الراهب القمص انجيلوس النقادي، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الغطاس في ليلة الحادي عشر من شهر طوبة الشهر الخامس من التقويم القبطي الموافق 18 يناير مساءً، حيث تحتفل الكنيسة به لثلاثة أيام من 11-13 طوبة، وتؤدى فيها الصلوات بالطقس الفرايحي، ويمنع فيها الصوم الانقطاعي، مشير إلى أن عيد الغطاس هو أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة، وله طقس خاص به، ألحان خاصة تمتاز بجمالها و روحانيتها العميقة.

مراسم الاحتفال بعيد الغطاس

وأضاف ”القمص انجيلوس“، أن مراسم الاحتفال تبدأ من الساعة الرابعة عصراً وتنتهى بعد منتصف الليل، موضحا أن الاحتفال يبدأ بصلاة تسبحة العشية، ثم صلاة رفع بخور عشية، ثم تصلى تسبحة نصف الليل بألحانها الجميلة والعميقة في مكان اللقان، وعلى لقان المياه، ثم تقام صلوات اللقان على المياه داخل الكنيسة، وفي الماضى كان الأجداد يتحفلون بعيد الغطاس على نهر النيل، لظروف خاصة تحول الاحتفال داخل الكنيسة، وبعد الانتهاء من صلوات اللقان يرشم الشعب بماء اللقان للبركة، ثم صلاة رفع بخور باكر، ثم صلوات القداس الإلهي الخاص بعيد الغطاس.

مسميات عيد الغطاس

ومن جانبه قال القس باخوم مكرم، راعي كنيسة مارجرجس بالقارة في أبوتشت، إن ”عيد الغطاس“ سُمي بهذا الاسم؛ لأن السيد المسيح، اعتمد من يوحنا المعمدان بالتغطيس، ويُعرف أيضاً بـ”عيد العماد“ ومعناه في اللغة اللاتينية ”صبغة“، فمن المعروف أن من صفات الصبغة هو تغيير الألوان، وهكذا أيضاً المعمودية تغير طبيعتنا التي فسدت بالخطية إلى طبيعة أُخرى جديدة، و”الإبيفانيا“ وهى كلمة يونانية معناها الظهور الإلهي، وذلك لأن الروح القدس ظهر على المسيح أثناء عماده في نهر الأردن، على هيئة حمامة، و”عيد الأنوار“ كما كان يُسمى عند الآباء القدامى، لأن فيه اعتمد السيد المسيح النور الحقيقى، وإلى الآن لا تزال الكنيسة ترمز إلى الأنوار الكثيرة في عيد الغطاس بالشموع الكثيرة التي تستخدمها في الاحتفال بطقس العيد.

أشهر المأكولات في عيد الغطاس

وأوضح ”القس باخوم“، أنهم يتناولون في عيد الغطاس ”القصب“ الذي له معانٍ روحية وتشابة روحي بالمعمودية فنجد القصب نبات مستقيم، وهذا يشير إلى حياة الاستقامة الروحية التي يجب أن نتحلى بها وخصوصاً المُعمد، ويأكلون ”القلقاس“ وهو يحتوي على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر ”القلقاس“ من مادته السامة بواسطة الماء !

صلاة اللقان

وأكد ”راعي كنيسة مارجرجس بالقارة“، أن من أهم صلوات عيد الغطاس ”صلاة اللقان“ وهي اسم يوناني للإناء الذي يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبت في أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالي فى وعاء عادي، ويصلي عليها الكاهن.

وأشار إلى أن طقس اللقان يرتبط في الغالب بالأعياد ذات الصلة بالماء، إذ تهدف الكنيسة من طقس اللقان فى عيد الغطاس، أو ”الظهور الإلهي“ أن تتذكر معمودية السيد المسيح، وفي قداس “خميس العهد” يقام اللقان، لتذكر تواضع السيد المسيح حينما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، ويقام الطقس نفسه فى عيد الرسل، لأن الرسل تشبهوا بالمسيح فى الخدمة، وفى عيد الغطاس، تُقرأ النبوات من العهد القديم، من ”كتاب صلوات اللقان“، ويقوم الكاهن بـ”رشم الصليب“، أو وضعه على جباه الرجال بعد الصلاة على المياه، كرمز للاغتسال من الخطية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق