الوقف
أخر الأخبار

نادية” ابنة الوقف سنوات في صناعة المقاطف:”الصنعة هي السند بعد طلاقي من زوجي”.. صور

نادية: احب مهنتي التي ورثتها عن والدي

كتبت: سمر سليمان

“ضفيرة وقلب” كلمات كثيرة مجهولة لايعرفها إلا من يتقن مهنتها التي تكاد أن تنقرض تماما ولا يوجد إلا القليل من يعمل بها في النجوع والقري، فهي مهنة تراثية قديمة تسمي ”العلايق والمقاطف ” كما يطلق عليها الأهالي في الصعيد، منها من يستخدمها في الريف لتخزين الغلال بها، ومنها من يستخدمها في نقل الطعام وحفظ الدقيق، ومنها من يستخدمها في تخزين العيش الشمسي وغيره من الاستخدامات الأخري.

ألتقى ” الشارع القنائي” بالسيدة كريمة محمود محمد،37 عاما، مطلقة،بمنزل والدها المتواضع، ليرصد لكم فصلا من ضمن ” كتاب مهنة في طريقها للانقراض”.

تروي ” كريمة محمود محمد” مهنتها التي تزاولها منذ أكثر من 16 عاما، حتي بعد طلاقها من زوجها، إلا أنها منذ نعومة أظافرها، وهي ترى والدها وأجدادها وهو يمسك طروف النخيل والخوص، ليشكل عن طريقها كل أنواع المقاطف و”الغلاقة” ويحولها إلى منتجات يقوم باستخدامها في الصعيد في أشياء كثيرة في المنزل والرزراعات.

وتضيف” كريمة”. أن أولى مهام صانع المقاطف هي جلب قلوب سعف النخيل التي لونها أبيض، نقوم بضفرها ونسجها بالأيدي من هذا السعف لتصبح في شكل طولي حتي ينتج منها المقطف وتسمي بعملية “الفتيل”، و ” المسلة” هي عبارة عن قطعة حديدية لايزيد طولها عن 10 سم تقريباً، وهي مدببة من الأمام ومثقوبة من الخلف تستخدم في عملية خياطة المقطف ، ونستخدم أيضاً ”الشلق” وهي عبارة عن شرائح من زعف النخيل يتم لفها مع بعضها وتسمي عملية الفتيل، أما الوشام فهو الحبل الذي يتم تزيين به اعلي المقطف من الليف ويتم أيضا صناعة ودني المقطف التي يتم الإمساك بها للمقطف.

وتتابع” كريمة” أن المقطف الواحد يستغرق معها ثلاث ساعات حتي يصبح جاهزاً علي حد قولها، وأنها تقوم بالامساك بالخوص حتي يصبح ضفيرة وتقوم بعمل الحياكة للضفيرة مع السلق بشكل دائري حتي تكون في ارتفاع حوالي 50 سم للعلاقة و حوالي 80 سم للمقطف، ويدخل بعد ذلك الحبل من الليف ويستخدم لتثبيت النهاية من المقطف، وتستخدم هذا بكل مهارة دون الاستعانة بأي شئ آخر لأنها ورثت المهنة جيداً من والدها والتي باتت أن تعشقها، ”قائلة” ”حب ماتعمل حتي تعمل ما تحب”

وتذكر” كريمة” أنها تقوم بشراء قلوب النخيل من التجار عندما يقوموا بعملية تقليم سعف النخيل، وتؤكد أن المهنة مشهوره ومعروفة عند صانعها وفي المناطق الريفية أكثر لأنهم يستخدمونها في الزراعات وعلي الرغم من ظهور أشياء وأدوات كثيرة متطورة إلا أن مهنتنا تظل هي الأحسن لأنها تنتج من أشياء وخامات طبيعية من البيئة، وعن بيعها أقوم بعرضها في الأسواق الأسبوعية، وهناك الكثير من يأتي إلى المنزل لطلبها.

وأنني أطالب الجمعيات والمسؤولين عن هذه الصناعات التقليدية والتراثية بالاهتمام بها وإعادة تشغيلها وعرضها حتي تعود من جديد إلي النور والاستفادة منها حتي لاتنقرص نهائيا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق