“الشارع القنائي” يحاور الدكتور عاطف الطاهر “ابن قوص”.. أفضل العلماء في “الفيزياء النووية”

حوار: منى أحمد

تحظى مدينة قوص “بلد العلم والعلماء” -كما يلقبونها- في قنا، بكوكبة من الرموز والقامات الثقافية والعلمية في مختلف المجالات، هؤلاء القادرون دوما على التحدي وإثبات الذات.
حيث يفخر مركز قوص بل ومحافظة قنا، بالمكانة العلمية العالمية التي حققها الدكتور عاطف الطاهر في مجال الفيزياء النووية، بعد تصنيفه من أفضل علماء العالم في الفيزياء النووية طبقًا لتصنيف جامعة ستانفورد، ليثبت أن مصر ما زالت تصدر العلم وما زال أبنائها قادرون على تحدي الصعاب في كافة المجالات لإنارة الطريق لمن حولهم.

“الشارع القنائي”، التقى الدكتور عاطف الطاهر، ليجري معه حديثًا حول مسيرته العلمية والعملية، في حوار نصه كالآتي:

• في سطور.. من هو الدكتور عاطف الطاهر؟

** الدكتور عاطف الطاهر، ابن قرية الكراتية بمركز قوص، مواليد عام 1966 وحاصل على بكالوريوس العلوم من قسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة جنوب الوادي عام 1988 وعلى الماجستير في الفيزياء الإشعاعية من جامعة جنوب الوادي عام 1996، كما حصلت على الدكتوراه في الفيزياء النووية التجريبية بنظام الإشراف المشترك بين جامعة يوهان جوتنبرج بألمانيا وجامعة الأزهر عام 2003، لدي 3 أبناء وهم ندي وتدرس في كلية الصيدلة، ومحمد في الصف الثالث الثانوي، ونوران في الصف الثاني الإعدادي.

• حدثنا عن تاريخك العلمي في مجالك؟

** إنني حصلت على لقب خبير معتمد في الوقاية من الإشعاع المؤين في جميع المجالات من وزارة الصحة المصرية عام 2006، وخبير وقاية إشعاعية في مجال التعليم والبحث العلمي من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض، وخبير وقاية إشعاعية معتمد في المجالات الطبية والغير طبية من هيئة الرقابة الإشعاعية والنووية بمصر عام 2018، نشر له 140 بحثًا في مجلات علمية دولية مصنفة.

• ماذا عن مشاركاتك البحثية في مجالات الفيزياء والعلوم؟

** لقد شاركت كباحث رئيسي ومشارك ومستشار في 40 مشروعا بحثيًا ممولا من جامعات وهيئات علمية، وحاصل على جائزة الدولة للهيئات والأفراد في الفيزياء عام 2011، وشاركت في أكثر من 30 مؤتمرًا عالميًا، ومؤسس ورئيس تحرير مجلة التطبيقات الإشعاعية والنووية التابعة لدار نشر العلوم الطبيعية بالولايات المتحدة الأمريكية.

• قليلون من يعرفون مجال “الفيزياء النووية” حدثنا قليلًا عن ذلك المجال المميز؟

** تعد الفيزياء النووية، أحد فروع علم الفيزياء، نشأ مع اكتشاف ظاهرة الإشعاع الطبيعي عام 1896، وتطور العلم مع اكتشاف النيترون عام 1932، والذي هو أساس عمل المفاعلات النووية وظهر في نفس الفترة المجلات النووية التي كانت تهتم بعمل تفاعلات نووية صناعية وتطور الأمر إلى البحث عن التركيب الدقيق للمادة، وبعض المعجلات حاليا تستخدم في اكتشاف عناصر جديدة تسمى العناصر فوق الثقيلة.

وبالتالي ظهرت علوم جديدة كفروع للفيزياء النووية، مثل الفيزياء الإشعاعية وفيزياء المفاعلات والطاقة النووية وفيزياء الجسيمات الأولية وفيزياء الطاقات العالية وغيرها.

• كيف يتم تصنيف ستانفورد؟

** التصنيف مبني على قاعدة معلولة Scopus التابعة للناشر الدولي Elsevier وتقوم على مجمل الأبحاث الدولية المنشورة والفردية والمشتركة ونسبة الاستشهاد بها في أبحاث باحثين آخرين ومؤشر هيرش وتصنيف جامعة ستانفورد، بدأ منذ 2020 وتم نشره في مجلة Plos Biology وفيه تم اختيار أعلى أساتذة في العالم تأثيرًا في البحث العلمي والنشر الدولي،

• كيف يرى عالم الفيزياء النووية دور الترجمة العلمية؟

**  إننا نحتاج نقل المعرفة كما نحتاج إلى نقل التكنولوجيا لأن الناشرين العلميين يهتموا بعدد القراء وادعوا الجامعات أو بنك المعرفة أن يكون لها دور نشر متخصصة تتولي الاهتمام بالترجمة والتأليف وعلى سبيل المثال في الكيمياء الجدول الدوري الحديث المعروف أن هناك 92 عنصر ولكن حاليا 118 عنصر العناصر الجديدة تنتج بطريقة صناعية داخل المعجلات النووية مثل عنصر الاينشتينيوم والنوبليوم والبوهريوم والمندليفيوم وغيرها، ونحتاج ترجمة مصادر لمعرفة المزيد عن تكوين تلك العناصر وكيفية الاستفادة منها.

• ما هي الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وما يمكن أن تقدمه في قنا؟

** هناك استخدامات كثيرة مثل تحلية مياه البحر، واستخدام النظائر المشعة المستخدمة في علاج الأورام والتخلص من الآفات الزراعية والتعقيم وحفظ الأغدية وإطالة فترة تخزينها وتطبيقات صناعية ليس لها حدود في عمليات ضبط الجودة للمنتجات.

• لديكم مسيرة حافلة بالأبحاث والرسائل العلمية، فكم عدد الأبحاث المنشورة لك؟

** نشر لي 140 بحثًا في مجلات علمية دولية مصنفة وشاركت كباحث رئيسي ومشارك ومستشار في 40 مشروعا بحثيًا ممولا من جامعات وهيئات علمية.

• كيف ترى تكريم اللواء أشرف الداودي محافظ قنا لك مؤخرًا؟

** أنا سعيد بهذا التكريم من اللواء أشرف الداودي محافظ قنا وهذا دليل على اهتمامه بالباحثين وكل أبناء قنا في المجالات المتعددة وأقدم له الشكر على الاستضافة في مكتبه بالمحافظة والحديث عن التصنيف وانضمامي لقائمة ستانفورد ومناقشة المجالات التي ممكن ان أساعد فيها أبناء المحافظة، من خلال تقديم الاستشارات العلمية في مجال الوقاية من الإشعاع المؤين، والتحليل العنصري للخامات الطبيعية الموجودة في نطاق المحافظة، لتحديد المحتوى العنصري لهذه الخامات وتحديد القيمة التسويقية لها.

• مسقط رأسك له فضل كبير في بداية مسيرتك، فماذا تمثل لك مدينة قوص؟

** اعتز بها وافخر بها، وما زلت مقيم بإحدى قراها رغم سفري إلى عدة دول ومنها المانيا والصين وروما، وقضاء 10 سنوات بدول الخليج، و24 عاما بمحافظة أسيوط

• من هو الجندي المجهول وراء نجاح الدكتور عاطف الطاهر؟

** الجندي المجهول وراء نجاحي، هي زوجتي التي كانت وما زالت هي الداعم لي ولأسرتي طوال رحلتنا الزوجية، وأقدم لها كل الشكر والتحية والعرفان بالجميل.