صور| الرزق بين الأموات.. “العم إبراهيم” 45 عامًا في حفر القبور بحجازة
للموتى أسرار ولكنها أمانة تدفن معهم
كتب: منى أحمد
“مقطف وكريك وطورية” أدوات لا غنى عنها للعم إبراهيم محمد مبارك، يتنقل بها بين جثث الموتى المدفونة والقبور التي حفرها، ليواري مئات الأجساد، ويدسها في التراب، في مشهد حزين، ليكون المودع الأخير على بوابة الأحياء، في مهنة قضى فيها ما يقرب من نصف قرن، إنها مهنة “حفر القبور”.
تختلف القصة لمن اضطرته ظروف المعيشة، وواجبات عمله البقاء وسط القبور والموتى، بالقطع يملك دون غيره، قلب أصابه التجمد وعيون اعتادت على رؤية الموتى، كما يملك حقيقة البشر الذين يعبرون من البوابة الأخيرة من الدنيا إلى الآخرة.
طوال 45 عاما أثناء ممارسة مهنته التي ورثها عن والده وهي حفر القبور ودفن الموتى في حجازة، فلم يدر في خلدنا أن للمقابر هذا القدر الهائل من الرهبة”.
ما يقرب من نصف القرن، قادر علي أن تغيير مشاعر، العم “إبراهيم “، صاحب الـ 55 عاما، من الخوف من رهبة الموت إلى الانغماس، حتى أصبح يمكث وسط القبور أكثر من الجلوس مع أسرته وأصدقائه، الأمر أصبح طبيعي بالنسبة له مع مرور الأيام.
يقول العم إبراهيم، ابن قرية حجازة، إنه ورث مهنة حفر القبور ودفن الموتى “أبا عن جد”، ولا يتقاضى عنها أجر كبير، لأنه ثواب وتطوع لله، لافتا إلى مساعدة أفراد عائلته في العمل معه.
ويشير صاحب الـ 55 عاما، إلى أن مدة حفر القبر تتفاوت علي حسب طبيعة الأرض، لافتا أن هناك قبر طبيعة أرضه صخرية وتستمر أعمال الحفر به يومان.
وعن أوقات العمل، يؤكد العم إبراهيم، أنه ليس لحفر القبور ودفن الموتى ميعاد، وذلك طوال اليوم وحتى الساعة 1 صباحا.
ويؤكد العم إبراهيم، أن للموتى أسرار ولكنها أمانة تدفن معهم لا يمكن لنا البوح بها، ومنها من يشيب لها الولدان من هولها، والعمل الصالح هو فقط من يشفع لصاحبه.
ويوضح حفار القبور، أن عمله يبدأ من حفر القبر وتجهيزه وحتى تلحدي الميت وأغلاق القبر، مختتما حديثه بجملة “إحنا بنوسع لينا وللميت واكن عمله اللي بيفضل معاه”.