“جرائم ذوي الأرحام” جرح نازف فى جسد المجتمع.. وخبير نفسي: تؤثر على مستقبل الأطفال
شهدت محافظة قنا، في الآونة الأخيرة، ظهور عدد من الجرائم الأسرية، التي هزت المجتمع القنائي، راح ضحيتها أطفال على يد أمهات، وآخر قتل والداه وزوجته، نُزعت من قلوبهم الرحمة وتجردوا من الإنسانية، ليفصحوا عن سلوك خطير لابد من مراجعته، ومشاهد مأساوية لم يعتدها المجتمع، قبل أن تتحول إلى ظاهرة تهدد المجتمع.
تقول الأستاذ الدكتور هالة خير سناري، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بقنا، ومدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة جنوب الوادي، إن معظم أشكال العنف الأسري تحدث أمام الأطفال، وهذا بدوره له تأثير سلبي على الصحة النفسية للطفل، حيث يعاني الأطفال القلق، والاكتئاب، والعدوان.
وتابعت أستاذ الصحة النفسية، أن الأطفال يعانون أيضا من اضطرابات النوم واضطرابات الأكل، وتظهر لديهم الاضطرابات السيكوسوماتية واضطرابات ما بعد الصدمة.
وأضافت، أنه يقوم العديد من الأطفال بالتبول اللاإرادي، كما يلاحظ على هؤلاء الأطفال القصور الشديد في المهارات الاجتماعية وكذلك تدنى تقدير الذات.
وأشارت، إلى أن وقوع الطفل ضحية للعنف الأسري أو مشاهدته تجعل الطفل يعاني من عواقب نفسية لها آثار سلبية طويلة الأمد على الطفل والأسرة والمجتمع بأسرة، كما أن هؤلاء الأطفال قد يصبحوا مسيئين للآخرين مستقبلا، ويقومون بسلوكيات مضادة للمجتمع ويلجؤون لتعاطى المخدرات.
أزمات نفسية وإدمان
تتشابه دوافع المتهمين، من الآباء والأمهات والأبناء، في دوافع القتل، فتأتي الأسباب بين نفسية وخلافات أسرية، بالإضافة إلى الأزمات النفسية، بسبب تعاطي المواد المخدرة.
ولقد شهدت الجريمة الأسرية البشعة، التي وقعت فجر الاحد بقرية الكويت دائرة قرى أبو مناع شرق، على خلفية قيام أحد أفراد الأسرة بإطلاق النار على والده ووالدته وزوجته، واصابة شقيقته وصهره.
وتبين بحسب التحريات الأولية، أن أسرته حاولت اقناعه بعلاجه من إدمان المخدرات أكثر من مرة لكنه رفض، وفي المرة الأخيرة، حاولوا الإمساك به بالقوة للذهاب به للطبيب للعلاج، ولكنه رفض، وأصيب بحالة هياج، وأمسك ببندقيته التي كان يحملها وأطلق النيران على أسرته، مما أدى الى مقتل وإصابة 5أشخاص من أسرته، وفر هربًا في الجبل الذي يلاصق القرية من الناحية الشرقية.
نزوات جسدية
وفي جزيرة العبل في مركز الوقف، تجردت ربة منزل وخنقت طفلتها من أجل عشيقها الذي كان داخل المنزل لحظة وقوع الجريمة وهو ما أثبتته التحقيقات وتحريات المباحث، لذلك قررت النيابة العامة حبس المتهمين، 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وبحسب مصدر أمني، أدلت ربة المنزل باعترافاتها بأنها قتلتها حتى لا تلقى مصيرها في ارتباطها بشخص غير محبب، مشيرة أنها كانت على علاقة بشاب من نفس قريتها، وأهلها زوجوني من آخر، وكنت رافضة ولكنهم أصروا على ذلك، لم أكن متقبلة الفكرة، وأنجبت منه طفل وطفلة، وبعدها لم ينته حبي للشاب الذي كانت تربطني به علاقة حب وعشق، وتطورت إلى مقابلات في منزلي”.
وتابعت المتهمة في اعترافاتها، أنها ليلة ارتكاب الجريمة كانت مع عشيقها في المنزل، من الثانية عشر صباحا حتى السادسة صباح الجريمة واعترف هو بنفس الاعتراف، وبعدها قتلت طفلتها للتخلص منها، واستغلت ذلك التوقيت بعد أن ضبط الأهالي عشيقها بعد خروجه من المنزل، في محاولة لإخفاء الفضيحة.
شاب يطعن والده في قوص
كما لقي مزارع مصرعه، وأصيبت زوجته بطعنات متفرقة بالجسم داخل منزلهما بقرية حجازة قبلي بمركز قوص، وتبين أن نجل المجني عليه الأكبر وراء الجريمة، بسبب خلافات على المنزل، وذلك في مارس 2020.
وتلقى مدير أمن قنا، إخطارا يفيد مصرع “شحات .ف.أ”، عامل، وإصابة “حليمة. م.أ” زوجته، وذلك داخل منزلهما بقرية حجازة قبلي بمركز قوص.
وتبين من التحريات، أن نجل المجني عليه الأكبر وراء الجريمة، حيث قام بطعن والده عدة طعنات بالوجه والرقبة أثناء نومه، وعقب الانتهاء من جريمته شاهدته زوجة والده فقام بطعنها عدة طعنات خوفا من افتضاح أمره، وفر هاربا، وتم نقل الجثة للمشرحة والمصابة للمستشفى.
وتبين من التحريات أن خلافات على المنزل وراء الجريمة، وتم ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الجريمة، وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات.