”رضا صابر“ أم مثالية للأبناء ذوي الهمم بقنا.. حكايات من دفتر أحوال الكفاح كللت بالرضا والنجاح
كتب: أحمد القواسمي
قصة كفاح مكللة بالنجاح، فلم تكن قصة كفاحها عادية ولكنها أشبه بـ “النضال”، بسبب الظروف المادية الصعبة، لتحصد رضا صابر مغربي أحمد، المركز الأول على مستوى محافظة قنا، وتفوز بلقب الأم المثالية الأولى لأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
السيدة” رضا“، مقيمة بمدينة قنا، تبلغ من العمر 54 عاماً، توفي زوجها الذي كان يعمل عامل بصوامع الغلال بسفاجا تاركاً لها ولدين الأول يبلغ من العمر 7 سنوات، والثاني 3 سنوات، ومعاش لا يتعدى 150 جنيهاً، فاضطرت أن تذهب لمنزل أسرتها لتعيش وسط أهلها في بيت أبيها الذي كانت ظروفه بسيطة لا يمتلك سوى قوت يومه، ومعه من الأبناء 5 بالإضافة إلى والدتها المسنة، وخلال العشر سنوات توفي الأب تاركاً الحمل على السيدة” رضا“بصفتها الابنة الكبرى.
وفي سبيل ذلك لجأت” رضا“إلى شراء الملابس والمفروشات من أحد التجار وبيعها للجيران والأقارب كعمل تحصل من خلال على نقود، للإنفاق على أسرتها، حتى كبر الأخوة وأكملوا تعليمهم، وساعدتهم أيضا في الزواج هذا بالإضافة إلى كفاحها مع ابنها الأكبر الذي احتاج إلى رحلة علاج طويلة.
أُصيب ابنها وهو في عمر الـ 13 عاماً بتشنجات فلجأت إلى أحد الأطباء بعد الكشف، وإجراء الفحوصات اتضح إصابته بكهرباء زائدة بالمخ، وبدأت قصة علاج طويلة مترددة على الأطباء سواء في محافظة قنا أو خارجها.
وفي إحدى المرات ذهبت به للمتابعة مع أحد كبار الأطباء بالقاهرة متحملة مصاريف السفر والعلاج الباهظ بجوار خوفها من مداهمة المرض في أي وقت، حتى بدأ يتماثل بالشفاء ثم رجعت له الحالة مرة أخرى فاضطرت إلى المتابعة هذه المرة بمحافظة أسيوط، كل ذلك وهو في مرحلة الدراسة حتى حصل بالكاد على دبلوم التجارة.
لم تكتفِ الأم بذلك بل أرسلته لتعليم مهنة النقاشة لتكون مصدر رزق له، حتى أتقنها وبدأ يعمل بمفرده، ثم أكملت رسالتها، وساعدته حتى تزوج معها في المنزل، حتى وصلت بأبنائها إلى بر الآمان، فالابن الأكبر وليد سليمان حصل على دبلوم التجارة، ويعمل حاليا بمهنة النقاشة، والابن الثاني أشرف سليمان تخرج من كلية التربية الرياضية، ويعمل مدرب بمركز السيد عبد الرحيم الرياضي بمدينة قنا.