“سميحة عبداللطيف” الأم المثالية البديلة في قنا.. قراءة في سيرة المكافحات مع أبناء الزوج
كتبت سمر سليمان
كفاح ونضال ضد مصاعب الحياة، سنوات طويلة من المعاناة لم تذق خلالها الراحة، حتى توفي عنها زوجها، تاركًا لها أولادًا من زوجته الأولى، والتي استطاعت العبور بهم بسلام من صعوبات الحياة وعواقبها، التي واجهتها طيلة حياتها، والنجاح في تربيتهم.
من هي سميحة؟
سميحة أحمد محمد عبد اللطيف، مقيمة بعزبة جبر الأوسط قمولا بمركز نقاده، تبلغ من العمر 63 عاما، توفي زوجها منذ 19 عاما بسبب مرضه، حيث كان يعمل مزارعا تاركاً لها أولاده من زوجته الأولي ولد يبلغ من العمر 7 سنوات وفتاه تبلغ من العمر 5 سنوات وأبنائها منه فتاتين.
بدأت الأم المثالية البديلة، تساعد زوجها أثناء مرضه في الأرض المستأجرة لزيادة الدخل فقامت بتربية المواشي والطيور التي كانت تنقلهم من منزل لآخر لتتمكن من رعاية الأطفال وكانت المسافة طويلة.
لم يلبث كثيرًا زوجها، إلى أن توفي الزوج بعد معاناة مع المرض، حيث كان يعاني من ذبحه صدرية منعته لشهور من عدم قدرته على العمل في الزرع وكان هو العائل لها ولأسرتها وبعد وفاته تقاضت معاش 70 جنيها فقط، لتتحمل مسؤولية الأبناء وتقوم بدور الأب وألام في نفس الوقت، حيث إنها راعت الزوج وأبنائه من زوجته الأولي طول فترة مرضه.
عملت” سميحة” بزراعة الحقل بنفسها وتربية المواشي والطيور لبيع منتجاتها في الأسواق وبيع السندوتشات أمام المدارس وبعض الأعمال اليدوية مثل حصر الحلف وعمل بلوفرات.
واستطاعت الأم المثالية البديلة، أن تفك رهان الأرض وإدخال المرافق الكهرباء والمياه لمنزلها، وقامت ببناء منزلها بالاسمنت، ودفع القروض التي تركها زوجها لها، وقامت بمساعدة ابن زوجها في زواجه ودعمه حتى عمل في شركة بالإسكندرية، وتزويج بنت الزوج بعد حصولها على ليسانس الآداب وعملت مدرسة، وبدأت في تجهيز ابنتها.
على حين غرة، فوجئت بنشوب حريق داخل منزلها، فقدت على إثره كل شيء، ولم يبقي سوي الجدار، بدأت من الصفر مرة أخرى فقامت بشراء ملابس وبيعها واتفقت مع الجيران بأن تكون شريكة معهم، تقوم بتربيتها والربح بالنصف حتى قامت بإعادة المنزل مرة أخرى.
ولهذا جاءت الجائزة تكريما للسيدة المكافحة واحتراماً لكفاحها، فقد جاهدت وتحملت الصعاب من أجل تربية أبناء زوجها وأبناؤها وقامت بدور الأب وألام.