قنا العاصمة

الحاجة ”شادية حسين“ ابنة قنا.. أمًا مثالية على مستوى الجمهورية في “التمكين الاقتصادي”

كتب: أحمد القواسمي

قصة كفاح سطرت بحروف من نور، بعدما تركت دراستها في الصف الرابع الابتدائي، كعادة أهل قريتها، وموقفهم من تعليم الفتيات، لتتجه إلى تعلم مهنة الخياطة، لتتزوج من مجند، خلال خدمته بالقوات المسلحة، لتعينه على مصاعب الحياة، ليمرض بعدها بجلطة في القلب، ويتوفى تاركًا لها 5 أبناء، لتبدأ بعدها قصة كفاح من جديد تتوج في نهايتها بلقب الأم المثالية الأولى لأحد المشروعات الصغيرة «التمكين الاقتصادي» على مستوى الجمهورية.

بدأت قصة كفاح ”شادية حسين راشد عبد العال”، والتي تبلغ 70 عامًا، من محافظة قنا، مبكراً، حيث خرجت من الصف الرابع الابتدائي كعادة أهل القرية في عدم تعليم البنات، في ذلك الوقت وتعلمت الخياطة، وفي عام 1971م تزوجت من مجند بالجيش كل ما يتقاضاه هي 2 جنيه فقط، فقررت الرجوع للخياطة لمساعدة زوجها، وبعد خروج زوجها الجيش بالسلامة بعد مرحلة مليئة بالقلق والتوتر تم تعيينه بوزارة الري براتب 9 جنيهات، وهي مازالت تمارس الخياطة.

أنجبت” الأم المثالية“، 5 أبناء عاش منهم ثلاثة فقط، قامت برعايتهم بالإضافة إلى عملها بالخياطة لمساندة الزوج في مصاريف الدراسة والحياة، حتى مرض الزوج بجلطة بالقلب الأمر الذي أثر علية في القدم، وكان الأبناء في الدراسة فظلت الأم تساند زوجها حتى قامت بتزويج بنتها الكبرى بمحافظة البحر الأحمر، وجهزتها أفضل جهاز وخلال تلك الفترة مرض الزوج للمرة الثانية، ونفذ قضاء الله.

واستمرت قصة كفاح ها بعد وفاة زوجها عام 2000، حيث كان الأولاد في مراحل التعليم المختلفة، فكانت الابنة الثانية في انتظار نتيجتها في السنة النهائية لكلية الآداب، والابن الصغير بالصف الأول الإعدادي، فعملت الأم كمدربة خياطة بمركز الفتيات التابعة للشئون الاجتماعية، وفي نفس الوقت قامت بتأجير محل لتعمل به بالخياطة للملابس والمفروشات و الستائر، حتى استكملت رسالتها مع أبنائها ووصلت بهم إلى بر الآمان، حيث حصلت الابنة عبير على ليسانس الآداب، وتعمل مديرة مدرسة، و الابن محمد حصل على بكالوريوس تجارة، ويعمل حاليا محاسب بشركة خاصة.

 وكانت للأم المثالية مساهمات في أعمال الخير، ففي شهر رمضان تقوم بعمل فساتين أطفال بناتي للأيتام والغير القادرين مجانا، وتقوم بتوزيعها قبل العيد بأيام قليلة، وأيضا تساعد في جهاز العرائس الغير قادرات والأيتام، وتقوم أيضاً بشراء ماكينة خياطة لمن ظروفهن الاقتصادية صعبة ويرغبن في العمل.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد توفيت ابنتها الكبرى في حادث أليم تاركة لها أحفاد في عمر الزهور، فما كان من الأم المكافحة إلا أن تقوم برعايتهم بعد وفاة ابنتها ثمرة تعبها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق