كتبت: سمر سليمان
روحانيات وعادات، ترتبط بعضها البعض، بمشاعر الأهالي، خاصة البسطاء، وما يظهرونه من كرم وسخاء، في لحظات استقبال الشهر الكريم، ليتجمع أبناء المناطق والشوارع مع بعضهم البعض، ويحضرونا معداتهم وأدواتهم البسيطة، لعمل مراسم استقبال شهر رمضان، ويحيون عاداتهم التي يتمسكون بها على مر العصور.
مقص وحفنة من الدقيق، وورق من كتب قديمة، وخيط طويل، تلك الأدوات البسيطة التي يستغلها أبناء القرى في صناعة جو من البهجة وسط فرحة عارمة بين الأطفال والكبار، أثناء صنع زينة رمضان، للبدء في تعليقها بالشوارع.
تجمعت منة وشهد ونسرين، فتيات أعمارهن لم تتعدى الـ17، من مركز الوقف، وبيد كل منهن مقص وعجين وورق، لصنع الزينة الورقية، من الكتب القديمة والكشاكيل وأكياس الشيبسي، بعد تجميعها، والجلوس سويًا وتهذيب تلك القطع والاستقرار على الأشكال الجميلة من فوانيس وزينة والبدء في قصها.
تقول شهد محمد، إحدى المشاركات، إننا نقوم بتقسيم أنفسنا إلى مجموعات، المجموعة الأولى لقص الورق، والمجوعة الثانية تقوم بتحضير العجينة للصق الورق، بعد إحضار إناء صغير بع ماء وكمية من الدقيق، والمجموعة الثالثة تقوم بلصق الورق مع بعضه على الشريط أو الحبل أو الخيط، الأمر الذي يستغرق ساعات ولكنها مليئة بالبهجة والفرحة.
نسرين جمعة، طالبة، تشير، إلى أنهن بعد أن ينتهين من إعداد الزينة، والتي تعتبر أبسط أنواع الزينة تكلفة، إلا أنها تصاحبها بهجة كبيرة وسعادة غامرة تدخل على القلوب، يتم تجهيز كمية كبيرة من الأحبال الورقية ونقوم بتغطية الشارع بها.
وتوضح، أنهن يطلبن المشاركة من شباب القرية لتعليق الزينة، وترك مكان لوضع فانوس من الورق، يقمن بأعداده وصنعه أيضا، مشيرة إلى أن صناعة الزينة الورقية تعتبر من أبرز مرسام استقبال الشهر الكريم، في ظل مشاركة الجميع من الجيران لتجهيز الزينات والأشكال الجميلة لاستقبال شهر رمضان.
منة محروس، طالبة، توضح أن عمل الزينة اليدوية، له مغزى كبير في نفوسنا، على الرغم من وجود الزينة الجاهزة، وبأسعار متفاوتة، إلا أن الزينة الورقية لها طقوس وعادات وأثر بالغ يدخ البهجة والسرور على الجميع.