مش هستنى حسنة من حد”.. حكاية أقدم بائع فشار في شوارع مركز أبوتشت”
كتبت: ندى بدر
“بوجه بشوش ونظرات يملأها الرضا، يقف عم فوزى سليمان، 74 عاماً، يبيع الفشار على عجلة بسيطة صُنعت خصيصاً ليستطيع من خلالها إعداد الفشار، فيوجد بداخلها اسطوانة غاز صغيرة، وعليها صندوق زجاجى بداخله وعاء من الالومنيوم لتسوية حبات الذرة.
يقول “بائع الفشار” أنه يبيع الفشار منذ ما يقارب 19 عاماً فى شوارع مركز أبوتشت وقراه المختلفة دون كلل، فهى مصدر دخله الوحيد بعد أن بلغ من الكبر عتياً، حيث أنه كان يعمل باليومية فى الأراضى الزراعية، ولكن عندما وصل لسن ال60 لم يعد أحد يطلبه لهذه المهنة الشاقة.
ويضيف ” عم فوزى” أنه يبدأ العمل يومياً من الساعة ال3 عصراً وحتى الساعة ال9 مساءاً، ومنذ أن بدأ بهذه المهنة وهو يجتاز جميع الصعاب بحياته المادية بمفرده، لافتاً أنه يعمل بهذا العمر حتى يلبى أحتياجات منزله، ويتكفل بعلاج زوجته المريضة بمرض السكر.
ويوضح صاحب العقد السابع أن عناء العمل أفضل من طلب العون من الآخرين قائلاً” مش هستنى حسنة من حد، ولازم اشتغل واكسب عشان اقدر اصرف على بيتى ومراتى”، مبيناً أن لديه ابن وحيد يعيش مع اسرته بعيد عنه، ورغم ابتعاده فهو يدعو له.
ويضيف “بائع الفشار” أنه يشترى جوال الذرة ب450 جنيه، يأخذ منه يومياً ما يحتاجه لاعداد الفشار بالشارع، بجانب أنه يشترى زجاجة زيت ب30 جنيه لقلى الفشار يومياً، ورغم ذلك فإنه يبيع أقل كيس فشار ب3 جنيهات فقط قائلاً” لما تعبى بالبركة ربنا هيباركلك برزقك، وانا اهم حاجة عندى الزبون يكون مبسوط ويجى يشترى منى تانى”.