كتبت : ندى بدر
لم يعبأ نصرى المليجى خلف، البالغ من العمر 52 عاماً بائع ملابس بأحد شوارع مركز أبوتشت من الحر، والصيام فى عز الحر، وقاوم درجة الحرارة المرتفعة بالعمل فى الشارع من أجل كسب لقمة العيش.
غربة داخل الوطن
يأتى” نصرى” من محافظة سوهاج إلى محافظة قنا لبيع الملابس فى شارع بورسعيد بمركز أبوتشت، قضى 15 عاماً من عمره وهو بعيد عن أسرته، يراهم مرة واحدة أسبوعياً، حيث يذهب إلى أسرته كل خميس، ويعود إلى عمله بأبوتشت السبت، مبرراً عناء ابتعاده عن أسرته بكسب لقمة العيش، حيث لديه 6 أبناء منهم 3 فتيات بحاجة إلى مبالغ مالية باهظة لتجهيزهم حال قدوم نصيبهن قائلاً “عندى 3 بنات وعشان معنديش فلوس أجهزهم محدش بيرضى يتقدم لهم”.
ديون متراكمة وعناء فى رحلة السداد
يعانى ” نصرى” من قلة الدخل المادى، الذى دفعه إلى الاقتراض وشراء ملابس الأطفال” بناتى و أولادى”، ولكن لسوء الحظ احترقت بضاعته التى كان يخزنها بأحد المحلات بمركز أبوتشت وقيمتها 9 آلاف جنيه، مما اضطره إلى الإقتراض مرة أخرى لشراء بضائع يبيعها قائلاً “كنت في إجازة واتصلوا بيا قالولى بضاعتك إتحرقت وكانت دين، فضلت شهر فى البيت من غير شغل والعيال مكنوش لاقيين يأكلوا فجبت قرض تانى دا غير الجيران اللى مستلف منهم”.
ملابس شعبية ومكسب ضئيل
يجلس”بائع الملابس” على جانب الشارع حزيناً بسبب تفكيره الدائم فى ديونه، ويضع أمامه عدداً من “الترينجات الأطفالي”، ويعلق بقية الملابس على سور حديدى خلفه، وجميعهم من الماركات الشعبية، التى يكسب من بيعهم مبلغ مالى ضئيل، منتظراً زبون هذه النوعية من الملابس، على الرغم من شدة الحر التى أثرت على حركة البيع والشراء، وقلة تواجد المواطنين بالشارع.
يتمنى “بائع الملابس” أن يلتفت إلى حالته السيئة مسئولى محافظتى قنا وسوهاج، واعانته على سداد ديونه، فهو يقف مكتوف الأيدى أمامها، وتقدمه فى العمر لم يسمح له بالعمل بأى مجال آخر.