المحارب مصطفى عكاشة ابن الوقف: شاهدنا أهولاً ومعجزات وحرب أكتوبر شرف لكل المصريين
كتب: جاد مسلم
زينت شهادات العبور التي حصل عليها المقاتل مصطفى عكاشة عبد الرحمن، غرفة استقبال الضيوف بمنزله، في مدينة الوقف الجديدة، التابعة لمركز ومدينة الوقف، شهدت فيها القوات البرية بالجيش الثالث الميداني، بأن العم “مصطفى” شارك في حرب السادس من أكتوبر، وعبر قناة السويس، وقام بالمهام المكلف بها.
وفي ذكرى العاشر من رمضان وحرب أكتوبر المجيد، التقى “الشارع القنائي” ببطل العبور المقاتل مصطفى عكاشة، حيث يقول: إنه لم يعيش أياماً رمضانية أجمل من أيام الحرب من الروحانية وعدم مهابة الموت، اعتمدنا على الطبيعة والمواد المتاحة في الطعام، فاسماك القناة المملحة سلفاً كانت فطوراً للمقاتلين، قليل من الخبز، ولكن الأيمان بالنصر كان خير زاد.
كان العم “عكاشة’ ضمن قوات بدر، بالجيش الثالث يقوم بزراعة الألغام خلف خطوط العدو، منذ أن تم تجنيدي في منتصف عام الحرب وحتى خروجي على الاحتياط، في نهاية عام 1975 م، حيث كان أحد المكلفين بهذا؛ بعد تحديد مكانها من قبل قائد الكتيبة، وبعدها بأيام يتم تطهير المنطقة والزراعة في مكان آخر، بعد أن تكون قد تم اكتشافها عندما تنفجر في أحد جنودهم.
ويشير “عكاشة”، إلى أن من أصعب المواقف عندما تم رصد السرب الخاص بالكتابة، وكان مكونا من ست عربيات وتم تدمير العربة الأولى والأخيرة لنا، وتم التعامل معهم ونجونا بأعجوبة من الموت.
ويحكي ابن الوقف أن هناك مواقف لا يصدقها العقل حدثت معنا في أكتوبر الكرامة، ومنها ويؤكد أنه كان شاهد عيان عليها، فعندما انتهت الحرب وتم الحصار فيما عرف بالثغرة لمدة 6 شهور، خلالها قام العدو بسد الترعة، التي يشرب منها الجيش والشعب في سيناء والسويس، واستمر الشرب منها حتى جفت وكدنا نهلك ألا أن الحرب كانت على حق وبدأت” بالله أكبر “، فتحدث المعجزة وتخرج عينا في الترعة تضخ مياها حلوة كحنفية مياه قوية، والعجيب أن بها سمك بلطي أمسكته بيدي وأكلت منه”.
ويكمل “العم مصطفى”، أن الحرب خراب، ولكن أكتوبر كانت عمار على مصر وإنهاء للمهانة، واغتصاب الأرض، ومصر كلها كانت على قلب رجل واحد.
وأضاف العم مصطفى، كبرنا الآن ولم يبق غير الذكريات الجميلة للحرب والانتصار وأتمنى أن يتم النظر لمن حاربوا، وأتذكر جلسة قائد الكتيبة، وتدوينه لطلبات المجندين من وظائف وأرض وسكن، ولم يتم حتى الآن، فأنا لدي أربعة أولاد لم يتم تعين أحد منهم في أي مجال بالدولة، عمري الآن تعدي السبعين عاماً وأرسلت خطابات إلى الرئاسة، أيام مبارك وتم الرد لم يصبني الدور.
وتابع: بعد سن المعاش من مهنة سائق، التي عملت بها، بعد أن أنهيت مهنتي بالقوات المسلحة، أناشد المسؤولين بالنظر في أمر المحاربين القدامى، وتقديم العون لأولادهم، لكي يكونوا عوناً لهم، في آخر أيامنا، فقد وضعنا أرواحنا في خدمة بلادنا، وهذا واجب وفرض وقتها، ولو عاد الزمن بنا لحاربنا ألف مرة.