قنا العاصمة

”أحد الشعانين“.. عيد ديني تحول إلى طقس شعبي في قنا

كتب: أحمد القواسمي

”صليب وخاتم وغويشة“، هكذا يحتفلون المسيحيون بمحافظة قنا في عيد أحد الشعانين، وسط فرحة وبهجة بين الأطفال والكبار، والذي يُعرف أيضا بـ”أحد السعف” حيث تكتسي فيه البيوت والكنائس بسعف النخيل الأخضر، الذي يقومون بتضفيره وتشكيله إلى أشكال جميلة ومختلفة، فيها تتجلى عبقرية المصريين في تلك المهنة الضاربة في عمق التاريخ، في طقس لم يتبدل منذ آلاف السنين.

طقوس شعبية

حيث يقوم المسيحيون قبل مجئ أحد السعف بجمع عيدان النخيل الخضراء من الحقول، وإحضارها إلى الكنائس، ليشرعوا في تضفيرها وتشكيلها بأشكال رائعة ومختلفة مثل الصلبان والخواتم والغوايش والسنابل السبع الخضراء التي تعلق على أبواب المنازل.

حوّل المصريون الاحتفال الديني للمسيحيين بدخول السيد المسيح إلى القدس، إلى طقس شعبي تُقام فيه الاحتفالات، و تزيين الكنائس والمنازل بباقات السعف المجدول، والصلبان المصنوعة من الخوص، احتفالا بـ “أحد الشعانين”.

أحد الشعانين

وعيد أحد الشعانين، هو ذكرى اليوم الذي تم استقبال فيه المسيح عيسى عليه السلام عند دخوله إلى مدينة القدس، والذي يطلق عليه أيضا أحد السعف، حيث أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين فارشين ثيابهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون أمامه، لذلك يُعاد استخدام السعف والزينة في الكنائس للاحتفال بهذا اليوم.

ويتم الاحتفال بـ أحد الشعانين في يوم الأحد، والذي يطلق علية أحد الشعانين، وهو ذلك الأحد الذي يكون السابع في الصيام الكبير، وكذلك يكون الأحد الأخير في أيام الصيام ويكون قبل عيد الفصح أو ما يطلق عليه عيد القيامة.

سعف النخيل والزيتون

ويقوم المسيحيون في الاحتفالات بالعديد من الطقوس في الكنائس مثل القيام بتوزيع الأغصان الخاصة بالنخيل والزيتون المزين، واستخدام سعف النخيل في صنع أشكال مختلفة مثل الصلبان والغويشة والخاتم وغيرها من الأشكال.

والأسبوع الذي يبدأ فيه أحد الشعانين، هو ذلك الأسبوع الذي يبدأ فيه أسبوع الآلام، والذي يرتبط بالآلام التي تعرض لها السيد المسيح عيسى عليه السلام والمعاناة التي رآها، والتي انتهت إلى القيام بصلبه.

أصل كلمة شعانين

وكلمة شعانين Hosanna عبرانية من “هو شيعه نان” ومعناها “يا رب خلص”، ومنها الكلمة اليونانية “أوصنا” التي استخدمها البشيرون في الأناجيل، وهى الكلمة التي كانت تصرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو في الطريق إلى أورشليم.

طقوس الصلوات

ومن طقوس هذا اليوم أن تقرأ فصول الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها في رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل في أرجاء العالم، ثم إقامة قداس أحد الشعانين الذي تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة، ثم تبدأ صلوات الجناز العام ”التجنيز“.

أسبوع الآلام

ويعقب ذلك أسبوع الآلام، ويعد أحد أهم الأسابيع المقدسة لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويستمر حتى الجمعة العظيمة، حيث يتم فيه زيادة عدد ساعات الصوم الانقطاعي من 12 مساء وحتى الرابعة والخامسة عصر اليوم التالي، وخلاله يستبدل الأقباط صلوات القداسات الإلهية بصلوات البصخة المقدسة، والتي تبدأ صباحا وظهرا ومساء، وصلوات البصخة تعني العبور من الظلمة إلى النور، والتي تمتد أسبوعا كاملا، في الخورس الثاني من الكنيسة.

ويمتنع الأقباط خلال أسبوع الآلام عن مشاعر الفرح، والانخراط في التأمل والزهد والتقشف والصيام والإحساس بآلام المسيح، ويمتنعون أيضاً عن الأطعمة ذات المذاق الحلو والعصائر والاكتفاء بأكلة واحده تكون غالبًا من الماء والملح

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق