أعلام من قنا| الشيخ “السيد بكري”.. صاحب الكرامات وابن شيخ الصعيد في زمانه
كتب: أحمد القواسمي
تزخر محافظة قنا بالعديد من العلماء ورجال الدين، ومن أبرز هؤلاء الشيخ السيد بكري شيخون الليثي، الذي قضى حياته مع الله ما بين عمله بالأزهر، ودعوته إلى الله، وإقامة مجالس الذكر والعلم، والصلح بين الناس، ونشر التصوف.
”الشارع القنائي“ يستعرض سيرة الشيخ السيد بكري شيخون الليثي، حسب ما جاء في منشور عبر الصفحة الرسمية للإدارة المركزية لمنطقة قنا.
مولده ونشأته
وُلد السيد الشيخ بكري عام 1938م، ونشأ في أسرة دينية ذات وراثة عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم نسباً وتقوى، فجمعت بين شرف التقوى وشرف النسب، ولا غرور في ذلك فهو ابن شيخ الصعيد في زمانه الإمام العلامة والقطب الكبير سيدى شيخون الليثي، وأجداده القطب الرباني سيدي الليثي أبي المكارم، وغوث زمانه سيدى شيخون الوزي، والغوث الشهير سيدي السلطان شيخون أبو علي، وإخوانه الأولياء العلماء فضيلة الشيخ الزاهر شيخون، وفضيلة الشيخ الطاهر شيخون، وفضيلة الشيخ محمد شيخون، وأبناء عمومته الأولياء العلماء منهم الولي العلامة فضيلة الشيخ عبداللطيف محمود الليثي، والولي العلامة فضيلة الشيخ السمان أحمد الليثي، والولي العلامة فضيلة الشيخ أحمد محمد الليثي، والقطب الرباني الجميل أحمد الليثي، وغيرهم الكثير والكثير.
تعليمه وتدرجه الوظيفي
حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر الشريف بمعهد قنا الأزهري، الذي كان ومعهد أسيوط من أقدم المعاهد في الصعيد، وبعد أن حصل على الثانوية الأزهرية عُين مدرسا بأحدى المعاهد الأزهرية بالقاهرة، واختار التعيين في القاهرة كي يواصل مسيرته العلمية فالتحق بكلية الشريعة والقانون، وتخرج منها عام 1975، ثم رجع إلى قنا وعمل مدرسا بمعاهدها إلى أن أصبح شيخا لمعهد قوص الديني ثم مديرا لإدارة قوص الأزهرية، وخرج على المعاش بدرجة مدير عام عام 2003م.
حياته
قضى السيد الشيخ بكري حياته مع الله ما بين عمله بالأزهر، ودعوته إلى الله، وإقامة مجالس الذكر والعلم، والصلح بين الناس، ونشر التصوف، ولا يمر عليه وقت إلا وتجد بيده مصحفا أو كتاب علم أو مسبحة حتى أن من كان معه فى الأزهر يسمونه بصاحب المصحف أوالقرآن.
أخلاقه وشخصيته
عُرف رحمه الله بالحلم وحسن الخلق والتواضع والطيبة والنقاء وصفاء السريرة ومحبة الخير للناس ، فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عندما سأله عبدالله بن عمر ــ رضى الله عنهما ـــ أي الناس أفضل؟ فقال : “كل مخموم القلب صدوق اللسان، فقالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: “هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا غل ولا حسد”.
محبة الناس له
من علامة محبة الله للعبد أن يحبب الله فيه العباد، وأن يضع له القبول في الأرض كما ورد في الحديث، وقد غرس الله محبة الشيخ السيد البكري في القلوب، وجعل له القبول بين الخلق صغيرهم وكبيرهم، فلا تذهب إلى مكان ويُذكر فيه إلا وتجد الثناء ينهال عليه، فمن واصف له بالولاية، ومن مادح له بحسن الخلق، ومن مثنٍ عليه بالطيب والحلم والعلم، وهكذا، وقد ورد فى الحيث “أنتم شهداء الله على خلقه”، فمن شهد له الناس بشىء فهو عند الله كذلك، وألسنة الخلق أقلام الحق.
صفاته وكراماته
أعظم كرامة هى الاستقامة على الشرع الشريف؛ والحمد لله فقد كان الشيخ واقفا عند حدود الله عاملا بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، مجتهدا في الطاعات، مكثرا من النوافل والقربات، سائرا على نهج آبائه وأجداده، ومقتديا بهم، جامعا بين مقامات الدين الثلاثة الإسلام والإيمان والإحسان الذي هو التصوف.
أما كراماته الحسية فمنها: أنه ذات مرة كان في مدينة قنا فوقعت منه “محفظته” فأخذها بعض السائقين، وعزم على عدم ردها فكلما أراد أن يتحرك بعربته يرى طابورا من الجمال يخترق الشارع فيقف فيستغرب الركاب الذين معه لماذا يقف هذا السائق كثيرا من غير سبب ؟!!! فقال أرى كذا وكذا فقالوا له: لا يوجد شىء مما تقول، وقال له من بجواره: ماذا فعلت اليوم ففكر في نفسه، وقال له وجدت “محفظة” لشخص لا أعرفه وأخذتها، فقال له: لمن هى أرني إياها فلما رآها وقرأ البطاقة التي بداخلها عرف أنها للشيخ بكري، فقال له: أما وجدت غير هؤلاء إنهم من آل البيت وبيت العلم والولاية والبركة يجب عليك أن تعيدها له، فما نوى السائق إعادتها للشيخ إلا ورأى الشارع خاليا أمامه، وغير ذلك الكثير.
وفاته
انتقل الشيخ بكري من حياتنا الدنيوية إلى جوار ربه يوم الخميس الموافق 13/6/2013 بعد حياة حافلة بالعطاء والخير، وكان قبل انتقاله قد أصبح من أهل السكر والتيه في الله وهذه أحوال تحصل لبعض الصالحين.