أعلام من قنا| ”الشيخ حلمي الكومي“ الذي عُين كبير لجنة المصالحات عن مركزي فرشوط وأبوتشت
كتب: أحمد القواسمي
تزخر محافظة قنا بالعديد من العلماء ورجال الدين، ومن أبرز هؤلاء الشيخ أحمد محمد أحمد عبدالحليم الشهير بالشيخ حلمي الكومي وقد اشتهر بهذا الاسم حيث والده رحمة الله عليه كان على صلة صداقة بأحمد بك حلمي نائب (وكيل نيابة هذه الأيام )مركزي نجع حمادي وأبوتشت فأسماه والده (أحمد) في الشهادة و(حلمي) كشهرة أو كٌنية بين الناس لحبه في صديقه النائب، واشتهر بـ(حلمي الكومي) نسبة إلى قريته ومسقط رأسه الكوم الأحمر.
”الشارع القنائي“ يستعرض سيرة الشيخ حلمي الكومي، حسب ما جاء في منشور عبر الصفحة الرسمية للإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية.
مولده ونسبه
ولد الشيخ حلمي الكومي في سبتمبر 1924م بقرية الكوم الأحمر، والتي كانت تتبع مركز أبوتشت قبل انضمامها لمركز فرشوط أوائل السبعينيات، وكان والده فضيلة الشيخ محمد أحمد عبدالحليم من علماء الأزهر، ومن أعيان وكبار مزارعي أبوتشت، وجده أحمد بك عبدالحليم من الأعيان، وقد أنعم عليه الملك بلقب البكاويه في عشرينيات القرن الماضي، وهو ينتمى إلى قبيلة القليعات أحد قبائل الهوارة المنتشرة فى جميع ربوع الجمهورية.
تعليمه
حفظ القرآن الكريم في أحد كتاتيب القرية ثم التحق بالأزهر وحصل على ليسانس أصول الدين والدعوة عام 1950م، وحصل على العالمية والإجازة في التدريس عام 1951م، وعين مدرساً بالأزهر مع كوكبة من العلماء أمثال أصحاب الفضائل أحمد حسن الباقوري، وسيد طنطاوي مفتي الديار الأسبق، وجاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق، والدكتور أحمد شلبي أستاذ مقارنة الأديان، والدكتور أحمد عمر هاشم، وإن كان بعضهم يكبروه في السن رحمة الله عليهم، ومن أساتذته أصحاب الفضائل علي المراغي، وعبدالحليم محمود، وحسن النجار ابن أشراف المخادمة بقنا رحمة الله عليهم.
إسهاماته في مجال الدعوة
عاد الشيخ حلمي الكومي لمحافظته مدرسا للفقه والتوحيد بمعهد قنا الدين لينشر علمه لتلاميذه وأهل محافظته، وكان من أشهر من تتلمذ على يديه كل من أصحاب الفضائل الشيخ محمد الطيب وشقيقه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حفظهما الله ورعاهما، حيث قام بتدريسهما أعوام 1965-1966م، ومن تلاميذه أيضا كل من الدكتور محمد فؤاد شاكر، والدكتور عبدالله شحاته، وكل من المشايخ يحيى وزكريا أبوالوفا الشرقاوي، ومحمد عبدالوهاب عسر وهؤلاء على سبيل المثال، وأرسله الأزهر لعدة بلدان للدعوة، حيث ذهب إلى السعودية وعمل في جامعة سعود وتقابل مع فضيلة الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله، ويوسف القرضاوي وعاد بعدها حيث ذهب كداعية إلى اليمن الشقيقة وذهب للسنغال، وتقابل مع القطب الإسلامي محمد السنغالي الذي حضر معه إلى مصر ليستقر فى نجع حمادي مع الشيخ أبوالوفا شرقاوي حتى وفاته وذهب إلى إثيوبيا، وكانت آخر محطاته الدعوية ليقطعها ويعود بعدها إلى مصر عقب محاولة اغتيال الرئيس مبارك رحمه الله.
تدرجه الوظيفي
تدرج ”الكومي“ في المناصب الإدارية من موجه عام لرئيس لجان امتحانات، ومديرا لشئون القرآن الكريم بمنطقة قنا الأزهرية حتى صدر قرار الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء آنذاك بتعيينه مديرا عاما لديوان منطقة قنا الأزهرية، ولكنه اعتذر عن هذا التكليف، وفضل التفرغ للقرآن والدين، وتنازل عنه طواعية لزميله الشيخ علي الخطاري رحمة الله عليه.
وفاته
مرض الشيخ حلمي الكومي، واستقر في بلدته ليخطب ويصلي بأهله الجمعة والأعياد، وعين كبير لجنة المصالحات عن مركزي فرشوط وأبوتشت حتى ساءت صحته، وأصبح لا يخرج من البيت، ويصلي في منزله حتى وافته المنية وخرجت روحه الطاهرة الذكية إلى بارئها ليلة السابع والعشرين من رمضان 1422 هجري/2000م عن عمر يناهز الـ76 عاما، وهو ساجد في صلاة التهجد حتى ينال الفوز بالدارين الدنيا حاملا لكتاب الله ومعلما لسنة نبيه، والآخرة ساجدا لربه ليفقد الأزهر والعالم الإسلامي وأحداً من أبرز وانبغ علمائه آنذاك