بروفايلفرشوط

“الشغل مش عيب” عم عبدالنبى أقدم ماسح أحذية فى مركز فرشوط

كتبت: ندى بدر

رغم تقدمه فى العمر، وملامحه التى نال منها الزمن، لا يكل أبداً من السعى لكسب لقمة العيش بالحلال، دون أن يمد يديه لغيره، فتراه يجلس على ناصية شارع فى مركز فرشوط، وأمامه صندوق “ورنيش الأحذية” عم عبدالنبى قاسم، 85 عاماً، يروى تفاصيل سنوات طويلة فى الشقاء.

“الحمدلله راضى، وبأكل وبشرب، ولاقى مكان يسترنى” هكذا بدأ عم عبدالنبى حديثه لموقع “الشارع القنائى” حيث أنه يعتبر أقدم ماسح أحذية بمدينة فرشوط، قائلاً” أنا أشتغلت فى تلميع الأحذية من 30 سنة أو أكتر، شغلانة سهلة عليا ومناسبة لسنى، والحمدلله قادر أصرف على بيتى وعيالى”.

يقول” الرجل الثمانينى” أنه يعمل يومياً دون كلل، حيث يبدأ من الساعة ال8 صباحاً وحتى الساعة ال5 مساءاً طوال السنة، لافتاً أنه لا يستطيع المكوث فى المنزل دون عمل فقد أعتاد على العمل، وتقدمه بالعمر لا يعيقه عن مداومة عمله.

ويضيف ” عم عبدالنبى” أنه كان يعمل فى ترحيلات السكة الحديد فى ريعان شبابه، وسافر بعدها إلى إحدى الدول العربية للعمل كذلك، وبعد سنوات من العمل فى الخارج، عاد إلى بلدته ليمتهن مهنة “مسح الأحذية” قائلاً” سافرت دولتين بس معجبنيش الحال والمعاملة فرجعت البلد وفى ناس علمتنى مسح الأحذية، مكنتش أعرفها ومن يومها وأنا فيها”.

ويذكر ” عم عبدالنبى” أنه يعانى من بعض المشاكل الصحية، لذلك تُعد مهنة مسح الأحذية، أنسب المهن نظراً لكبر سنه وكهولته، وكذلك ظروفه الصحية حيث يعانى من كسر فى مفصل الرجل ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية، ورغم ذلك يعمل ليكسب قوت يومه.

ويوضح” ماسح الأحذية” الادوات البسيطة التى يستخدمها فى عمله وهى صندوق خشبى، وعدد من علب الورنيش، وقطعة اسفنجية لمسح الأحذية قائلاً” انا بستخدم الاسفنج لتلميع الأحذية عشان أفضل من الفُرش العادية” مبيناً أنه له زبائنه الذين يعرفونه ويأتون له خصيصاً.

ويستطرد ” ذو العقد الثامن” حديثه أن تسعيرة مسح الأحذية أختلفت عن الماضى فقد بدأ عمله فى مسح الحذاء مقابل تعريفة، وفى الوقت الحالى يقوم بمسح الأحذية دون تحديد تسعيرة معينة قائلاً” زمان كنت ألمع أى حذاء بتعريفة دلوقتى ممكن بجنيه أو على حسب الشخص مش بعارض، وفى ناس بتخلينى ألمع وتقولى أفك فلوس وتمشى، بس كله عند الله بيخلص”

ويتمنى “عم عبدالنبى ” أن يتم الله- عز وجل- شفاءه قريباً، وأن يمن عليه بالستر فى الدنيا دون الإحتياج لأحد، فقد عاش حياته فى الشقاء من أجل لقمة العيش الحلال.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق