أعلام من قنا| “الشيخ أبو الوفا الطاهر” الذي كتب القرآن الكريم بخط يده عدة مرات
أسس معهدًا ابتدائياً في منزله الخاص
كتب: أحمد القواسمي
تزخر محافظة قنا، بالعديد من العلماء ورجال الدين، ومن أبرز هؤلاء الشيخ أبو الوفا الطاهر، وهو عَلم من أعلام محافظة قنا له مكانة كبيرة في قلوب الجميع الكبير والصغير، وهو قامة كبيرة، وعالم يستحق بحق أن تخلد ذكراه، وله الفضل بعد الله تعالى في تحفيظ الكثير من أهل قريته القرآن الكريم وتنشئة، وتثبيت دعائم الأزهر الشريف فيها، ونشر العلم الشرعي بين أبنائها
”الشارع القنائي“ يستعرض سيرة الشيخ أبو الوفا الطاهر، حسب ما جاء في منشور عبر الصفحة الرسمية للإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية.
مولده ونشأته
ولد الشيخ أبو الوفاء الطاهر -رحمه الله- في قرية الشيخية، بلد العلماء والشيوخ وقراء القرآن الكريم، بمحافظة قنا في 18 ديسمبر عام 1921م، ودرس في كتاب القرية وحفظ القرأن الكريم على يد والده الشيخ الطاهر محمد، فحفظ القرأن الكريم وهو في صغره، ولم يكمل تعليمه الابتدائي، ولم يحصل رحمه الله على شهادات عليا، ولكنه تلقى العلم على يد أبيه وعلى يد علماء أجلاء في مدينة قوص وقنا، فحصل على شهادة تسمى “الصالحية”، وهي تعني أن له الحق في التدريس.
أعماله وإنجازاته
وبعد وفاة والده، أسس معهدا ابتدائياً في منزله الخاص في الدور الأول، وكان يتكون من ستة فصول، فكان هو شيخ المعهد، وعندما كثر عدد التلاميذ لم يسع هذا المعهد لهذا العدد، فقام رحمه الله بجمع التبرعات من أهالي القرية لبناء مدرسة أكبر، وقد تم بناؤها بفضل الله تعالى، وبفضل جهود الشيخ أبو الوفا “رحمه الله ” وهي ما تعرف الأن بمدرسة الطاهر الإبتدائية الأزهرية، فكان ناظرا لها، وفي نفس الوقت محفظاً للقرأن الكريم وإماما وخطيباً لمسجد الحاج علي أقدم مساجد قرية الشيخية، وقد كتب القرأن الكريم بخط يده عدة مرات بخط جميل عندما تراه تظن أنه كتب عن طريق آلة كتابية.
أبناؤه
أنجب الشيخ أبوالوفا الطاهر، ذرية مباركة تسير على دربه، وهم أيضا علماء أفاضل أطال الله في أعمارهم، وللشيخ أبو الوفا خمسة أبناء ”ثلاثة ذكور وبنتان“ جميعهم يحفظون القرأن الكريم وهم: الدكتور عبد الباسط أبو الوفا الطاهر، دكتور ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر، والدكتور محمد أبو الوفا الطاهر، دكتور في اللغة العربية بجامعة الأزهر، ولدكتور علي أبو الوفا الطاهر “رحمه الله” متخصص في طب الأسنان، ورقية أبو الوفا الطاهر، ربة منزل، وفاطمة أبو الوفا الطاهر، وكيلة مدرسة الشيخية الإعدادية.
تلاميذه
تتلمذ على يده “رحمه الله” الكثير من الطلاب من أبناء القرية وغيرها من أبناء القرى المجاورة ومنهم: الدكتور نصر الدين خضري، والدكتور محمود بيومي، والدكتور جمال فخري، والدكتور رمضان صالحين، والشيخ محروس أحمد يوسف، والشيخ محمد محمود محمد داهش، والشيخ سعد محمد ادم، والشيخ مختار أمين، والشيخ خليفه أحمد دياب.
محاسنه وصفاته
كان الشيخ أبو الوفا الطاهر، تقيا ورعا مؤمنا صادقا طيب القلب، وحسن الخلق نقي السريرة، مصلحا بين الناس، محباً للخير الي الجميع، وكان بجانب كونه حافظاً ومحفظاً للقرأن الكريم، ساعيا في الخير ويعطف على الفقراء والأيتام خاصة، فكان لا يأخذ المصروفات المدرسية من التلاميذ الغير مقتدرة، ويحرص على تعليمهم وتحفيظهم كتاب الله تعالى، وكان غالبا لا يأكل إلا مع الضيف، وكان يبحث عن الغرباء في المسجد، ويستضيفهم في منزله، ويأكل معهم، وكان يعشق زيارة الأولياء، وخاصة السيدة زينب وسيدنا الحسين رضي الله عنهما، وكان يحب مصاحبة أهل العلم، فكان صديقاً لكثير من المشاهير مثل: الشيخ أحمد رضوان، والشيخ أبو الفضل الدندراوي، والشيخ الحصري.
وفاته
توفي الشيخ أبوالوفا الطاهر، في 2 مايو عام 1992م عن عمر يناهز سبعين عاماً، وشيع جثمانة الطاهر الشريف في موكب شعبي مهيب، شارك فية جميع طوائف مركز قفط وقرية الشيخية، ونخبة من الشخصيات العامة