صور| حكايات “العم نص” مع أبوقردان.. “المحراث الفرعوني” ينافس الجرار في الوقف
يجعل الأرض تنتج حبوباً وفيرة
كتبت: سمر سليمان
مع فجر كل يوم، ينطلق العم محمد احمد طايع الشهير، بـ“النص“، والذي يبلغ 73 عاما، مقيم بقرية المراشدة التابعة لمركز ومدينة الوقف، للعمل في حرث الأراضي الزراعية بمحراثه البقري، والذي يرجع تاريخ انشاؤه إلى العصر الفرعوني منذ 2000 عاما قبل الميلاد، واندثر إلى حد كبير، بعدما اعتمد المزارعون على استخدام الجرارات الحديثة في حرث أراضيهم، إلا أن العم “النص“، لايزال حريصاً على استخدام المحراث القديم، لأنه يقلل من ظهور الحشائش في الأراضي.
يقول محمد أحمد طايع الشهير بـ“النص“، إنه يعمل منذ أن نشئ في هذه المهنة وأن المزارعين لا يزالون يستخدمون هذا المحراث الفرعوني القديم لأنه له فوائد كثيرة على الزرع.
ويتكون المحراث الفرعوني من عمود خشبي، يوضع على الحيوانات يسمى «الضنت»، وعمود خشبي آخر يسمي “جباين المحراث“، ويرتكز عليه سلاح المحراث المصنوع من المعدن عند الحداد.
ويضيف “العم النص“، أنّه يتم استخدام المحراث بواسطة أبقار مدربة من الصغر على الحرث، تسمى «المواشي الحارتة «، وأنّه علّم أبناءه طرق استخدام المحراث البلدي حتى يتمكنوا من حرث الأرض، موضحاً أنّ الأبقار الحارتة يتم تدريبها وترويضها منذ صغرها لمدة ساعة يومياً، حتى تعتاد على السير، حيث يبدأ بـ 6 خطوط، لكي تتعرف الأبقار على السير في الأرض، وأداء مهمتها في حرثها، بإشارة المزارع لها وبسهولة، مشيراً إلى أنه أيضا يتم استخدام الحصان والجمل في الحراثة، وكل مزارع على حسب ما يستخدم في مهنته.
وتابع صاحب الـ73 عاما، أن المحراث البلدي أفضل من الجرار، لأن المحراث البلدي يكون أفضل في حرث الأراضي الزراعية من الجرار الحديث، خصوصاً في موسم الفول الحراتي، والذرة الشامية، نظراً لكونه يجعل الأرض تنتج حبوباً وفيرة، سواء بعد الري أو العزيق، كما أنّه ينقي الأرض من الحشائش الضارة ويقلل من تواجدها، وبالتالي يوفر الكثير من العمالة، موضحاً أنّ الكثير من المزارعين يستخدمون المحراث البلدي، لذلك كانوا يستخدمونه في تقليب التربة.
وفي نهاية حديثه، أصر “العم النص”، على استخدام البقر في المحراث الخشبي لأنه كان يستخدمه الفراعنة، فضلا عن الفلاحين القدماء، في حرث الأراضي، ولأنه يعد من أفضل الطرق لحرث الأراضي.