“الفخار” مهنة كل العصور .. ”الشباب والرياضة“ بقنا تنفذ مشروع تدريب لإحياء تراث الأجداد

كتب: أحمد القواسمي وعبدالرحمن الصافي

نفذت مديرية الشباب والرياضة بقنا، اليوم الخميس، مشروع التدريب على صناعة الفخار بمركز شباب الخطارة التابع لإدارة شباب نقادة، والتي تُعد إحدى المهن الحرفية والتراثية القديمة، وذلك بهدف تشجيع الشباب على التدريب المهني والحرفي، وإعدادهم وفق احتياجات سوق العمل، وفي إطار اهتمام وزاره الشباب والرياضة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

الهدف من المشروع

وتهدف مديرية الشباب والرياضة بقنا من هذا المشروع تدريب الشباب على الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة، وتأهيلهم لدخول سوق العمل والقضاء على البطالة، وتحسين مستوى معيشتهم الحياتية، واكتشاف مهاراتهم الابتكارية، واستغلال طاقاتهم وأفكارهم في إقامة مشروعات صغيرة ذات عائد مادي مناسب.

ويأتي هذا المشروع في إطار خطة الدولة المصرية بتشجيع الشباب على التدريب المهني والحرفي، ووفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإحياء هذه الفنون التراثية، والدليل على ذلك إقامة معرض ”تراثنا“
للحرف اليدوية والتراثية بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس في أكتوبر الماضي.

صناعة الفخار منذ فجر التاريخ

وتُعد صناعة الفخار من أهم الفنون التي عرفتها البشرية منذ فجر التاريخ، أي ما قبل 7 آلاف عام، حيث كانت الآنية الفخارية تُصنع في البداية بطريقة بدائية باستخدام اليد ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى استخدام العجلة أو الدولاب لصنع الجرات الكبيرة، حيث ذكر ”ريزنر“ أن تاريخ استخدام أول عجلة في صنع الفخار يرجع إلى حكم خع سخموي واعتلاء سنفرة العرش، فيما أكد ”فرانكفورت“ أن استخدام عجلة الفخار لم يعم في مصر إلا في عصر الأسرة الرابعة، حيث وُجدت صورة لتلك العجلة وكيفية استعمالها على جدران مقبرة ترجع للأسرة الخامسة.

مراحل صناعة الفخار

تبدأ صناعة الفخار بمرحلة العجن لمكونات الفخار للوصول إلى القوام المناسب، والتي كانت تستغرق بضعة أيام، ثم تأتي بعدها مرحلة التشكيل والتي كانت تتم يدوياً حتى عصر ما قبل الأسرات، ثم استخدمت العجلة التي تُدار بالقدم في عملية تشكيل الأواني الفخارية، وذلك لم يلغِ تماماً تشكيل الأواني الفخارية يدوياً، والتي مازالت تُستخدم حتى الآن، وفي المرحلة النهائية للتشكيل يقوم الصانع بتنعيم السطح الخارجي للآنية باليد المبللة، حتى يتم سد مسام الآنية الفخارية، ويكسبها ملموساً جميلاً وناعماً، ثم تترك لتجف تحت الشمس، وبعد اكتشاف النار، كان الفخار يحرق؛ ليصبح أكثر صلابة ومتانة، ويعمر لفترة أطول، كما كانت الأواني الفخارية تزخرف بأشكال حيوانية وأشكال معقدة وحليات هندسية ونباتية وحيوانية ملونة.

الفخار مفيد للصحة

تناول الطعام المطهي فى أواني الفخار له مذاق خاص لا يعرفه سوى من تناوله أو المقيمون بالمناطق الريفية، حيث ما زال بعض سكانها يطهون في أوانى الفخار داخل الأفران الموجودة فى المنازل، حيث أن الأواني الفخارية لها فوائد صحية عديدة، سواء في الطهي أو تخزين المياه، فهي لا تتفاعل مع الغذاء مثل أواني الألومنيوم، ولا أضرار لها على الصحة، وتُكسب الأكل مذاقا مميزا، كما أن الطهي في الأواني الفخارية يستغرق وقتا أقل على النار، مما يحفظ فوائد الطعام.

كما أن الماء الذي يتم تخزينه في الفخار يستخدم لعلاج بعض أمراض الكلى والحصوات؛ بسبب صفائه وخلوهِ من الشوائب، ممّا يسمح بتنظيف الجسم من السموم، وتطهير المجاري البوليّة، خاصّة من يعانون من انسدادات متكرّرة فيها بفعل الرواسب والحصوات، لذا يفضل الطهى والشرب في الأواني الفخارية بشكل دائم والاعتماد عليها خاصة مع استحداث أشكالها التى أصبحت غاية في الجمال والروعة.

مدير أثار مصر العليا: صناعة الفخار تميز بها المصري القديم

ومن جانبه قال الدكتور محمود عبدالوهاب مدنى، مدير منطقة آثار مصر العليا، إن محافظة قنا تميزت، منذ القدم، بالعديد من الصناعات، كان من أهمها صناعة الفخار القنائى، والذى ارتبط بحياة الإنسان منذ القدم وهو من أكثر العناصر الأساسية التى يمكن من خلاله التأريخ للعصور التاريخية المتعاقبة.

وأضاف “مدني”، أن شهرة محافظة قنا بصناعة الفخار ترجع إلى جودة الطينة المستخدمة، والتى يقل بها عنصر أكسيد الحديد عن غيرها من المناطق فى صعيد مصر، كما أنها خالية من الشوائب والمواد الضارة بصناعة الفخار، وذلك لوقوع منطقة صناعة الفخار بقنا أمام عدد من الأودية التى تجرف معها طبقات طفيلية غنية بالطين اللزج حيث تترسب فى مساحة قدرها 10,000 متر مربع أى حوالى 2 فدان ونصف ومن هذه المنطقة تؤخذ الطينة التى تستخدم فى صناعة الفخار الأبيض.

عدة خطوات تمر بها صناعة الأوانى الفخارية، مثل الجرار والازيار والقلل والأطباق والمسارج والزمزميات، كما يذكرها مدير عام منطقة آثار مصر العليا.