كتب: عبد الرحمن الصافي
مُعاناة يعيشها أحد المواطنين؛ لطبيعة عمله التي تتمثل في بيع “البوظة”، على جانب إحدى الطرق، وسط أجواء قنا الحارة، تحت أشعة الشمس؛ للحصول على لقمة عيشه، وما زاد تلك المُعاناة هو خضوعه لعملية منذ 4 شهور مضت، وتركيب دعامة له بالقلب، على حد قوله.
أنور رضوان، صاحب الـ43 عاما، يقول لـ”الشارع القنائي”، إنه يعمل بمهنة بيع “البوظة”، منذ ما يقرب من 20 عاما، حيث يحرص كل صيف على افتراش إحدى الطرق بنجع حمادي، بقنا؛ لبيع ذلك المشروب الذي يُقبل عليه المواطنون للترطيب عن أجسادهم، بسبب درجات الحرارة العالية التي يتعرضون لها، خاصة خلال استقلال المركبات على ذلك الطريق، والتي يكون أغلب ركابها قطعوا مسافة طويلة، ما يجعلهم يتعطشون إلى أي عصائر أو مشروبات باردة.
ورغم ما يعانيه ركاب تلك المركبات على تلك الطريق؛ لكونهم ظلوا بالمركبات لدقائق أو ساعة أو حتى بضع ساعات وسط الأجواء الحارة، يشير “رضوان” إلى أنه يظل على قارعة الطريق أغلب النهار؛ لبيع البوظة، مُستظلّا ببعض ظل “مُربّع”، وهو عبارة عن قطعتين من جريد النخل متعامدتين، منصوب عليهما قطعة قماش أو أجولة دقيق فارغة؛ ويسقط الجزء الآخر من ظل “المُربّع”، على “البوظة”؛ ليحفظ لها برودتها، قدر الإمكان، من أشعة الشمس الحارقة.
ما يضطر “رضوان”، للوقوف في تلك الأجواء الحارة، كما يروي لـ”الشارع القنائي”، هو الحصول على لقمة عيشه، فهو مكان اعتاد الافتراش فيه كل صيف، من بداية الموسم حتى آخره، فكما يسعى للرزق من ناحية، يحرص على سقي المواطنين من خلال أواني كبيرة يملؤها بالمياه يوميا لهذا الغرض؛ ليروي ظمأهم على تلك الطريق، من ناحية أخرى.
لم يكن يعبأ “رضوان”، طيلة تلك الفترة، على مدار الـ20 عاما التي بدأ فيها بيع “البوظة” على تلك الطريق في “عزّ الصيف”، وسط أجواء قنا الحارة، لم يكن يعبأ بتلك الأجواء، إلا أنه كما يحكي لـ”الشارع القنائي”، فإنه خضع منذ قرابة 4 شهور لإجراء عملية تركيب دعامة له بالقلب، ما يجعله يحرص على راحته قدر الإمكان والابتعاد عن الأجواء الحارة، والأتربة، إلا أنه لم يفعل من أجل توفير لقمة العيش.
يبدأ “رضوان”، عمله يوميا من الـ5 صباحا بإعداد ذلك المشروب وتعبئة أواني المياه، ليبدأ في استقبال الزبائن من الساعة الـ8، فيما يتولّى ابنه صاحب الـ21 عاما، عملية البيع، حتى وقت الظهيرة فقط، فهو كما يروي والده تعرض لحادث من 8 شهور، تم إثره تركيب 2 شريحة و16 مسمار له، ولا يستطيع الوقف لفترات طويلة.
ويناشد أنور رضوان، المسؤولين، من خلال “الشارع القنائي”، بتوفير مشروع له يمكن من خلاله الحصول على لقمة عيشه، بشكل يضمن له الحفاظ على صحته، وبما يتناسب مع حالته الصحية.
شاهد الفيديو ?
