“الشيخ برعي” كروان الوقف.. يرحل في صمت
كتب: جاد مسلم
ودع أهالي منطقة الدندراوية بمركز الوقف، جثمان العم محمد حفني الشهير ب “الشيخ برعي” لمثواه الأخير، اليوم الإثنين، عن عمر ناهز ال٩٠ عاماً.
عرف الشيخ برعي، بمكارم أخلاقه وبعده عن مشاحنات الدنيا، والتي جعلت منه نموذجا لحياة مثالية، يحلم بها كل من يرغب في العودة إلى الله، فقد تميز بصوته الملائكي، وعاون الأهالي بما يحفظ من كتاب الله في علاج الأطفال برقية الشرعية.
يقول عنتر أحمد عبد الكريم، موظف على المعاش، إنه جاور الفقيد منذ عدة أعوام، لم ترى منه غير متعة سماع آيات كتاب الله بصوت جميل، وإحساس يقشعر الجسد، لا نصدق كثيراً أنه يصدر من هذا العم البسيط.
ويشير محمد عبد الله، موظف، إلى أن فقيد المنطقة، كان عونًا للأهالي في علاج أبنائنا بالقرآن الكريم، وبمقربة من منزله كنا نسمع صوته الندي، حتى أن داهمه المرض منذ عام، ليمنعه من صلاة الجماعة التي كانت أساس بقائه وسر حيويته.
ويفيد محمد إسماعيل، معلم، أن أمثال هؤلاء الرجال نتمنى أن نجد الكثير منهم في مجتمعاتنا، فمشهد ظهره المنحنى وهرولته في اتجاه المسجد، كان ميقات لجيرانه عن حلول موعد الصلاة بعد دقائق، وصوته الندي الذي لو أنه وجد آلة إعلامية لخلدت صوتا فريدا، معلقاً: “مات كروان الوقف العجوز الصالح في صمت كما كان يحب”.
ويقول علي جاد، خريج أزهري، إن الشيخ محمد حفني، كان شخصية هادئة الطبع وندي الصوت في تلاوة القرآن الكريم، لا يعرفه الكثير من سكان البلدة، غير أنه على يقين أنه معروف في السماء بما رتل واستثمر كتاب الله في علاج الأطفال، فقد كان منزله واجهة للأهالي لعلاج أبناءهم، حتى آخر أيام حياته.