“محمد فؤاد” المكافح الصغير.. يبيع الشاي في سوق الوقف للإنفاق على أسرته
أهم حاجة البركة والقناعة
كتب: جاد مسلم
بين ربوع الأسواق، يتجول المكافح الصغير، سعيًا لكسب الرزق، مناديًا بصوته الجهوري، الذي اكتسب خشونته من كفاحه مع الحياة، ممسكًا بيديه الصغيرتين أكوابًا، يصب فيها أنواعًا مختلفة من المشروبات الساخنة، لزبائنه المعروفين له وغيرهم من المترددين على سوق المواشي في الوقف، ليعود إلى أسرته البسيط ببعض الجنيهات التي تعينهم على الحياة.
يعد محمد أحمد فؤاد، ابن قرية الشاورية، التابعة لمركز نجع حمادي، الطالب بالمرحلة الإعدادية، نموذجًا جديدًا لتحمل المسؤولية، بعد أن أصبح مطالبًا منذ سن السادسة، أن يكمل مسيرة والده، في تربية إخوته الأربعة، من عمله في “نصبه شاي”، التي يتجول بها في ربوع القرى والأسواق.
يقول المكافح الصغير، إنه ورث مهنة “القهوجي” عن والده، الذي أصبح غير قادر على الكسب منذ 6 سنوات، وكان وقتها في الصف الأول الابتدائي، ليبدأ رحلة العمل من أجل توفير قوت يومه وإخوته، مشيراً إلى أنه يخرج في عصر اليوم السابق ليوم سوق المواشي بالوقف، ليبيت به، في انتظار أول الحاضرين لتقديم المشروبات الساخنة والشيشة، مع أول ضوء للنهار.
يؤكد “فؤاد”، أنه لا يغالي في أسعار المشروبات، فكوب المشروب الساخن بجنيهين فقط، ولا يقلل من قيمة مهنته، فهي مصدر الرزق الحلال معلقاً: أهم حاجة البركة والقناعة.
يفيد ابن قرية الشاورية، أنه يقوم على رعاية إخوته الأربعة من دخله اليومي البسيط من نصبه الشاي، التي يقيمها حيث يتواجد أهالي القرية، وتجمعات الأسواق، في العديد من ربوع المراكز والقرى المجاورة.
وبعث المكافح الصغير، برسالة للشباب، أن العمل فقط ما هو مطلوب من الإنسان، ولا يجب أن ننظر لما هو أبعد، أو ما يعيش فيه غيرنا من رخاء، ولكن نسعى ونطلب البركة، متمنيًا من الله أن ينجح في استكمال رسالة والده في تربية إخوته.