كتب: جاد مسلم
لكل منزل حكاية، لا تقتصر قصتها فقط على قاطنيه، فالجدران والطوابق والنوافذ والأبواب، التي لا زالت تقاوم موجات التغيير العمراني في مركز الوقف، فأبواب تلك المنازل، تسرد فصولًا عن تلك القصص، التي تعبر عن مدى مهارة ودقة صانعيها، وتصبح دليلًا مميزًا لتلك القطع الفنية، التي تضمها مدينة الوقف، أكثر من غيرها بين مدن مراكز المحافظة.
بحثت عدسة “الشارع القنائي” في شوارع مدينة الوقف، عن بعض قصص تلك البوابات الخشبية التراثية، ورأي الأهالي عن تاريخها، ليقول عبد الله عبد الكريم، صانع أقفاص جريدية، إن عمره ناهز الـ 80 عاماً، وبوابة منزله قام بشرائها منذ 60 خريفًا بجنيهين، مشيراً بإصبعه تجاه منزل جاره، بأن بوابة ذلك الدار بلغ ثمنها 3 جنيهات، وأنها لا زالت تقف حارساً على منزله ولها ذكريات الشباب والزواج حتى سن الشيخوخة.
ويضيف محمد أحمد خليفة، مزارع، أن البوابات القديمة كانت تمتاز بالبساطة والمتانة، إضافة إلى وجود زخارف إسلامية وتراثية، تدلل على الوحدة وصلة الرحم، حيث كانت لكل عائلة حارة داخلية تضم عدة منازل، توجد على رأسها بوابة خشبية شامخة، لا يستطيع أي فرد التخلي عنها، لكونها تعبر عن مدلول ثقافي وتاريخي لتلك العائلة.
ويشير ياسين مسلم، من الأهالي، إلى أن البوابات لا زالت شاهدة على معالم الزمن القديم وذكرياته في الوقف، وأنه يسكن مع أخيه في حارة يتقدمها بوابة، كان يطلق عليها الأهل لقب العيلة، مؤكداً أن فكرة البناء الحديث قلدت القديم بشكل يفتقد الجمال، ولن يكون له القدرة على الاستمرار، بعكس البوابات الخشبية القديمة، التي يرفض الكثير تغييرها منذ سنوات.
ويقول عماد جاد مكي، موظف بوزارة التموين، واحد أحفاد، أمهر من صنع البوابات القديمة في مركز الوقف، المغفور له بإذن الله على حسن مكي، أن جده كان يصنع البوابات، بطريقة ” عاشق ومعشوق” والتي يصعب فكها حتى تاريخ منذ عشرات السنين، مردفاً أنه كان فنان يجيد النقش على الخشب، وكان يضع اسمه على كثير من بوابات الحارات في مركز الوقف، وأنها لا زالت شاهده على براعته؛ رغم بساطة الأدوات التي كان يستخدمها.
ويفيد سراج البهنساوي، موظف بشركة مياه الشرب، أن بوابات الحارات، كانت أحد معالم الوقف القديمة ولا زالت تشهد بجمال وبساطة الحياة القديمة، وتلاحم العائلة الواحدة، منوهاً أن البوابات كانت حراسة ليلية على منازل العائلة الواحدة.