“بحبح حباظي” مؤرخ قنائي تجاهله المسؤولين ونال ثناء العالم
كتب: جاد مسلم
ساهمت نشأته في قرية دندرة الفرعونية، بجزء كبيراً في عشقه للتاريخ وتدوينه، ليقضي أكثر 30 عاماً في رحلات مكوكية، وراء معلومات مؤكدة، جمعها من القرى والنجوع، ليوثق تراث الأهل والتاريخ لمحافظة قنا.
بحبح فكري أحمد، كاتب ومؤلف لأكثر من 15 كتاب، ولد بقرية دندرة في 25 من ديسمبر لعام 1965، وحصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ والدراسات الإسلامية، الذي بدأ عشقه للتاريخ منذ المرحلة الابتدائية على يد معلمه، متأثراً أيضا بمسقط رأسه قرية دندرة، التي تحوي معالم فرعونية تشهد على قيمة وعظمة المصري القديم، ليبدأ رحلته في تدوين الأبحاث للمشاركة بشكل منتظم في مسابقات مديرية الشباب والرياضة، منذ 1983، ليحقق المراكز الأولى.
“بعت أرض علشان أكمل بعض مؤلفاتي”، تلك كلمات ” فكري” الحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة كالفورد الخاصة، عن مدى تضحياته ليخرج برحلته للنور، ليكون أكثر مؤلف يعرض مؤلفاته في معرض الكتاب الذي أقيم بمحافظة قنا.
يفيد ” فكري”، أن مجلة الحائط بعنوان “بين الماضي والحاضر”، كانت أول دوافعه للبحث عن تاريخ محافظة قنا، وتدوينه في صورة مؤلفات، عندما توجه لمكتبة جامعة جنوب الوادي، والمحافظة وقصر الثقافة، للاستعانة بما تحويه من مؤلفات، غير أنه يجد كتاب واحداً يؤرخ لحاضر وماضي المحافظة، والذي أشعره بخيبة أمل – على حد قوله-، وولدت لديه الرغبة في معالجة هذا القصور عام 2008، بعد أن أدار مشاهير كتاب المحافظة، ظهورهم لتاريخ مسقط رأسهم وألهتهم الحياة في مدن الأضواء.
استطاع ابن دندرة، أن يكتب 15 مؤلفا عن تاريخ قنا وتراثها، في أكثر من مجال ومن أهم تلك المؤلفات، أعلام قنا في القرن العشرين، والذي تناول فيه 130 شخصية بارزة في المحافظة، شهداء قنا أبطال وتضحيات، والذي تناول سيرة 89 شهيداً في كل الخروب التي خاضتها مصر، تاريخ نواب قنا، والذي تناول فيه الحياة النيابية من عصر الخديوي إسماعيل عام 1866 وحتى الآن ، يوميات مقاتل قنائي، والذي تناول فيه حياة المقاتل حسني رزق تكلا، الذي دون مذكراته اليومية في خرب أكتوبر، حيث حوله مؤرخ قنا لكتاب تخليداً لبطولاته، كتاب سيدنا النبي صل الله عليه وسلم في القرآن الكريم، والذي يعتبره من أغلى كتبه وصدقة جارية.
ورغم حصوله على تصريح الطباعة من مركز البحوث، إلا أن التكلفة المادية تمنعه من إتمام هذا العمل وخروجه للقراء، أبطال وشهداء محافظة قنا، والذي تناول شهداء مدينة قنا في حرب أكتوبر، الذين بلغ عددهم 25 بطلاً و20 شهيداً، وأعلام التحطيب في قنا، والذي كتب فيه 5 مؤلفات، ويعد الأول من نوعه في الأرشفة للعبة تراثية في العالم.
لم تكن رحلة “بحبح حباظي”، الذي ذكرته موسوعة ويكيبيديا العالمية لمجهوده في تأصيل تاريخ الشعب القنائي، سهلة، فبكلمات بسيطة عبر عن معاناته عندما أكد أنه جلس على المقاهي لأسابيع، ونالت أقدامه التعب بعد قطع كيلوا مترات مشياً، في بحثه عن تاريخ تراثي أو برلماني، قدمه سهلاً مرتباً للأجيال القادمة.
وما أحزن الأديب بحبح، هو تجاهل المسؤولين، وعدم تكريمه من أي جهة رسمية أو أهلية، وتمنى أن تكون مكتبة المدرسة والشباب والرياضة، معرضاً لما قدم من جهد ورحلة طويلة ومتعبة، كما يحلم ” بحبح ” بمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويهديه بعض من مؤلفاته.