كتبت: نهال الصافي
عندما تدبّ قدمك مدينة نجع حمادي، بقنا، ستجد العم عبدالمحسن، “بائع الحمص”، البسيط، بوجهه البشوش، وابتسامته الضاحكة، وعلامات الرضا على وجهه، وكأنة امتلك الدنيا وما فيها، جالسا وقت الظهيرة، وسط حرارة الشمس ووهجها، وحوله آنية من الألومنيوم المملؤة بالحمص الشام، الذي يبيعه لأهالي المنطقة.
يقول العم عبدالمحسن عبداللاه، ذو الـ67 عاما، إنه من مواليد نجع حمادي، يعمل في بيع حمص الشام منذ صباه، وحتى تلك اللحظة، رغم كبره في السن؛ ليحصل على قوت يومه، ويطعم أسرته.
ويحكي “العم عبدالمحسن”، أنه قبل عمله في هذه المهنة، “بيع حمص الشام”، كان يعمل في “مقهى”، وكان مقسما وقته بين هاتين المهنتين، يعمل في بيع حمص الشام في الصباح وبعد الظهر يعود؛ ليباشر مهنتة الثانية في الـ”مقهى”.
ويضيف “العم عبدالمحسن”، أن هذا الحال لم يستمر للأمد؛ فبسبب مرضه، ونصيحة الطبيب له بعدم الوقوف، أو الحركة، أو المشي كثيرا، قرر ترك العمل في ذلك الـ”مقهي”، وأن يكتفي ببيع “الحمص”، ففيها لا يبذل مجهودا كثيرا بالحركة، والوقوف، والمشي، مقارنة بعمله في الـ”مقهي”، تبعا لنصيحة الطبيب.
ويسرد “بائع حمص الشام”، أنه يبدأ يومه بـ”الرضا”، موضحا أنه يذهب إلي المسجد “يؤدي فرضه”، وقت الظهر، ويعود ليجهز ما يبيعه، من حمص الشام، والفول النابت، ويبيع أيا من الطبقين، ومعه “القراقيش”، وشرائح الليمون، بـ5 جنيهات.
ويستمر “بائع الحمص”، في عمله حتى انتهاء ما لديه، ويأتي أولاده؛ ليساعدوه في نقل أشيائه؛ ليعود إلى منزله، مستعدا لبدء يوم جديد.