عبد الرحمن الصافي
يعد كوبري نجع حمادي، في قنا، واحدا من أعظم المنشآت الموجودة بالمحافظة، وخاصة المائية منها، لكونه كوبري استراتيجي يربط شرق النيل وغربه، بالنسبة للسكك الحديدية، كما أنه بتصميم فيه من الإبداع ما يجعل لكل تفصيله فيه مسألة يجب تدريسها.
يقول الدكتور محمود مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بالصعيد، إنه جاء بناء كوبري نجع حمادي، بعدما رأت الحكومة مد خطوط السكك الحديدية، إلى أقصى جنوب مصر، وكانت دراسات الجدوى تشير إلى أن أغلب المدن فى الصعيد، من الجيزة وحتى نجع حمادى، تقع على الضفة الغربية للنيل، بعدها تنتقل الكثافة السكانية إلى الشرق، حتى أسوان، ومن هنا تم اختيار مدينة نجع حمادي لعمل كوبرى، تعبر من خلاله قطارات السكك الحديدية من الغرب إلى الشرق، لاستكمال طريقها نحو أسوان.
ويضيف “مدني”، أنه بحسب رسالة ماجستير، للدكتور جمال عبدالعاطى، والتى تتحدث عن المنشآت المائية فى مصر، فإن كوبرى نجع حمادى يقع عند الكيلو (554) كم من القاهرة– أسوان، وتم تشييده على النيل سنة 1896 – 1897م/ 1314 – 1315هـ، بمعرفة الشركة الفرنسية Maison Levallois perret la، لحمل خط مفرد سكة حديدية لسير قاطرات الدرجة الرابعة التي تزن 72 طنا.
ويتابع “مدني”، أن طول الكوبري حوالي 400م، وهو من النوع المعدني المتحرك المكون من كمر الحديد الأفقي والرأسي ويأخذ مدخله الغربي الشكل المربع وسطحه أفقي، ويحمل جسم الكوبري الآن 7 بغال من الخرسانة المسلحة والمكسية بالحجر.
ويشير، إلى أن تصميم الكوبري قديماً كان مكوناً من 6 فتحات ثابتة وفتحة متحركة ذات ممرين ملاحيين عرض كل منهما 19.80م، 28.60م، وكان له ممران جانبيان لمرور المشاة والعربات والدواب وعرض كل ممر 2.60م وقد بلغت تكلفة إنشائه مليون ومائة ألف فرنك ذهبي.
ويلفت مدير عام الشؤون الأثرية بالصعيد، إلى أن عبدالحليم المصرى، ذكر فى كتابه “الرحلة السلطانية” أن الملك فؤاد الأول، زار كوبرى نجع عام 1922م، وعُلقت عليه الزينات، والأبيات الشعرية التى نظمها محمود بك علام القاضى الأهلي، والذي قال:يا فؤاد النيل شرفت قنا … يا أصيل البيت نسل الأكرمين بك والفاروق أهلا مرحبا … ادخلـوها بسـلام آمنين
ويستطرد، أنه فى عام 1985م رأت الحكومة المصرية بناء الكوبري الجديد (الحديث) بحارتين لازدواج الخط بحيث يسمح بمرور القطارات والسيارات وتم ذلك سنة 1408هـ /1987م وهو يقع بحري الكوبري القديم السابق بـ60 متر، وهو من النوع المعدني المتحرك ويبلغ امتداده حوالي 377.70 م بينما يبلغ عرضه 9.750م وتبلغ عدد فتحاته 6 فتحات وليس به فتحات متحركة حيث أنه بني مرتفعا ويسمح للسفن والبواخر بالمرور من أسفله.
ويضيف، أن أحمد التهامى، عضو بنقابة السكك الحديدية روى أنه فى عام 1994م رأت الحكومة المصرية تغيير الأجزاء المعدنية للكوبرى، وعمل أجزاء معدنية بدلا منها ترتكز على الأكتاف والبغال لتحمل قطارات الدرجة الأولى الأثقل وزنا على خط مفرد.
ويذكر “مدني”، أن كبار السن من أهالى نجع حمادى دائما يذكرون أن الكوبرى الأول الذى تم بنائه قد تعرض للضرب فى عام 1948م حيث حدثت شروخ بجسم الكوبرى، فأقامت الحكومة الكوبرى الثانى إلى الشمال منه وهو الكوبرى الحالى القديم، وقد تخلفت عنه محطة نجع حمادى القديمة والتى مازالت الكثير من مبانيها وأرصفتها باقى حتى اليوم، ثم أقامت الحكومة الكوبرى الجديد عام 1987م لعبور خطوط السكك الحديدية علية بعد أن انتهت صلاحية الكوبرى القديم.
