في ذكرى نجاتهم من الطاعون.. الأهالي يحتفلون بالموائد في الشوارع بقنا
أهالي قرية بالكامل يحتفلون بإخراج موائد الطعام بالشوارع في قنا
كتب: عبد الرحمن الصافي
لا يعرف الأهالي بالتحديد الذكرى الأولى لتلك العادة السنوية، التي تتمثل في إقامة موائد الطعام بالشوارع في نجع النزلة، بقرية الشرقي بهجورة، التابعة لمركز نجع حمادي بقنا، إلا أنهم يعرفون جيدا أن أصولها ترجع إلى عشرات السنوات، وأنها تأتي على خليفة انحسار الطاعون الذي أصاب قريتهم حينها، فما كان من أجدادهم إلا إطعام الطعام، وتوزيع الصدقات؛ ليرفع الله عنهم البلاء حينها، ومنها أصبحت عادة سنوية بالقرية.
يقول عبد الرحيم علي السيد، مدير عام مركز التدريب المهني بنجع حمادي، ومن أهالي نجع النزلة، إنه في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر من كل عام، يحتفل أهالي نجع النزلة، بقرية الشرقي بهجورة، بنجع حمادي، بانحسار الطاعون الذي اجتاح قريتهم في القرن الماضي، وذلك من خلال إقامة موائد الطعام بمختلف الشوارع بالقرية، مشيرًا إلى أن الأهالي لا يعرفون العمر الحقيقي لتلك العادة السنوية، إلا أنهم توارثوها عن أجدادهم وآباءهم، وأخذوا حذوهم، مرجحا أنها تعود إلى العشرينات من القرن الماضي.
ويضيف السيد، لـ”الشارع القنائي”، أنه في بدايات القرن الماضي انتشر في عدة مناطق ومن بينها منطقة النزلة مرض الطاعون، فلجأ أهالي القرية الى إخراج الطعام للفقراء والمساكين؛ ليزيل الله عنهم المرض، وبالفعل استجاب الله لهم، فاتخذ الأهالي إقامة الولائم عادة سنوية يشارك فيها الجميع، تقربًا إلى الله في جو من السعادة والمحبة بين الأهالي.
أصنافا من الطعام يتم إخراجها بعد صلاة الجمعة في آخر أسبوع من شهر نوفمبر، وسط أجواء مبهجة بين أهالي القرية، على الموائد التي تملأ الشوارع، فضلا عن توزيع الطعام على الفقراء وتوصيله إلى بيوتهم، كما يوضح المهندس فراج يونس، مهندس زراعي، ومن أهالي نجع النزلة، فعاليات تلك الاحتفالية التي يقيمها أهالي كل عام، داعيا المولى عز وجل أن تستمر تلك العادات التي تزيد المحبة والتراحم، ودوامهما بين أهالي القرية والأجيال القادمة لما تزرعه بينهم من مودة وأُلفة.
فيما يشرح عبد الرحيم يونس عبد الرسول، موجه دراسات، ومن أهالي نجع النزلة، أن بداية تلك العادة السنوية، جاءت بعد أن خطب أحد أئمة مسجد نجع النزلة القدامى، حينها، وقت تفشي الطاعون، قد خطب في الناس وطلب منهم أن يتصدقوا؛ ليكشف الله عنهم المرض،إيمانًا بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقات، ولما كشف الله عنهم نشأت هذه العادة التي مازال يحييها أهل القرية كل عام.
ويتابع عبد الرسول، أنها كانت تقربًا إلى الله، بعد أن تفشى مرض الكوليرا في بداية العشرينات من القرن الماضي، حتى أن أهل القرية كانوا يودعون يوميًا من 3 إلى 4 أشخاص بسبب هذا المرض، مشيرا إلى أن تلك العادة باتت جزءًا من تراث أهالي القرية، مشيرا إلى اهتمام أهل القرية باصطحاب أبناءهم معهم لترسيخ هذه العادة لديهم، كما أنها تزيد أواصر المحبة بينهم.
ويؤكد مدحت عباس، مدير فرع شركة الصعيد للنقل البري بنجع حمادي، ومن أهالي نجع النزلة، أنها عادة طيبة يتوارثها الأجيال؛ وفاءً بالنذر، كما أنها تُقام “أول جمعة في زرع القمح” من كل عام، لافتا إلى إقامتها بعدة مناطق أخرى مثل العاقولة والنزلة والديبات، مشيرا إلى أن تلك الاحتفالات تنشر المحبة والبهجة بين أهالي القرية.
الرابط 👇
https://fb.watch/h0z_v8xvjc/