تعرف كيف يحتفل الأقباط فى قنا بعيد الغطاس
مينا القناوى
يحتفل الأقباط المصريون اليوم الأربعاء بـ “عيد الغطاس” ،ويسمى أيضا بعيد الظهور الإلهي أو عيد العماد أو الإبيفانيا، الثيئوفانيا، الظهور الإلهي، تزامنا مع ذكرى “معمودية يسوع” في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.
والبلابيصا أوالبلامبيصا أو فانوس الأقباط أو قنديل الغطاس، جاءت من الكلمة اليونانية لامباس والتي تعني مصباح، وهو من وسائل الاحتفال في عيد الغطاس المجيد .
وفانوس الأقباط، هو احد الرموز من التراث القبطي التي ترمز لعيد الغطاس، حيث كان الأقباط يصنعونه من البرتقال ويزينوه بالصلبان ويضعوا بداخلها الشموع ويعلقونه في البيوت و يلعب به الأطفال في جو من الإحساس بفرح العيد، وأصل كلمة بلابيصا هي كلمة هيروغليفية معناها الشموع ومازال الاقباط يحتفلون بشورية البرتقال والبكارة، بينما اندثرت كرة النار والمشاعل على النيل والسهر حتى الصباح .
عن بعض المظاهر التي اندثرت يقول جورج عبده عامل، فى ثمانينات القرن الماضي كنا نخرج سويًا في مجموعات كبيرة لشارع البحر على ضفاف النيل للغطس فى الصباح الباكر، ومن ابرز الاحتفالات فى ثمانينات من القرن الماضي، كرة القماش والتي تلف بسلك رفيع ونصنع لها مقابض خشبية وتغمس الكرة المصنوعة من القماش في الكيروسين أو البنزين حوالي 12 ساعة، وعند مغيب الشمس يخرج كل الأصدقاء والمحتفلين بالكرات من المنازل مشتعلة، ويتبارى المحتفلين في عمل الأكروبات، والحركات البهلوانية، بالكرة المشتعلة حتى الساعات المتأخرة من اليوم، وبعدها نسهر على شط البحر ونشعل الحطب ونشرب الشاي ونلعب الألعاب الشعبية مثل لعبة السيجا ونغنى أغنية البلابيصا، ولكن مع تطور الحياة ودخول الكهرباء حياتنا، اندثر ذلك المظهر الاحتفالي لعيد الغطاس .
يروى المقريزي فى كتابه المواعظ والاعتبار فى الخطط والآثار عن عيد الغطاس فقال : إنه يُعمل بمصر فى اليوم الحادي عشر من شهر طوبة، وأصله عند النصارى إن يحيى بن زكريا عليه السلام المعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمد المسيح أى غسله فى بحيرة الأردن وعندما خرج المسيح عليه السلام من الماء اتصل به الروح القدس فصار النصارى لذلك يغمسون أولادهم فى الماء فى هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم ولا يكون ذلك إلا فى شدة البرد ويسمّونه يوم الغطاس وكان له بمصر موسم عظيم إلى الغاية .
وعندما تولى الإخشيديون الحكم، كان لليلة الغطاس شأن عظيم، وكان الناس- مسلمون ومسيحيون- لا ينامون فى هذه الليلة وقد حضر المسعودى سنة (330 هـ) ليلة الغطاس بمصر، والأخشيد محمد بن طفج أمير مصر فى قصره، فى جزيرة منيل الروضة وقد أمر بإقامة الزينة فى ليلة الغطاس أمام قصره، من جهته الشرقية المطلة على النيل، وأوقد ألف مشعل، غير ما أوقد أهل مصر من المشاعل والشموع على جانبى فرع النيل ، وقد حضر فى تلك الليلة آلاف البشر، من المسلمين والمسيحيين، ومنهم من احتفلوا فى الزوارق السابحة فى النيل، ومنهم من جعلوا حفلاتهم فى البيوت المشرفة على النيل ومنهم من أقاموا الصواويين على الشواطئ مظهرين ما لا يُحصى من المآكل والمشارب والملابس وآلات الذهب والفضة والجواهر. وكانوا يقضون ليلتهم فى اللهو والعزف على آلات الطرب، والتحلى بالجواهر الثمينة والزينة.