رجال بتشيل جبال.. مشقة لقمة العيش من “شحن القصب” في قنا: بنرفع أتقل من الحديد
كتبت: سمر سليمان
عندما تسير وسط الشوارع الجانبية بقرية المراشدة، بالتحديد في نجع مكي والجامع، بجوار كوبري عباس، في مثل هذا الوقت من كل عام، ترى تلال وجبال من القصب، ينهمر عليها عمال كثيرون يحملون تلك الجبال على أكتافهم ويصعدون بها أعلى مقطورة، بواسطة سلم خشبي على خطوط الديكوفيل، أنهم “الشحانة” كما يطلق عليهم الأهالي.
التقت عدسة “الشارع القنائي” عبر فيديو البث المباشر، “الشحانة”، الذين يقومون بحمل القصب على أكتافهم، فيقول الأمير خليل الطيب، 60 عاما، أحد العمال، إننا نبدأ العمل من بعد أذان الفجر مباشرة، ونخرج إلى شحن القصب، ونقوم بحمل أعواد القصب على أكتافنا، في البرد القارس، ونصعد بها إلى المقطورة على خط الديكوفيل بواسطة سلم خشبي.
ويضيف محمود مصطفى أبو عمره، أن فصل الشتاء لا يساعدهم على العمل ولكن الجميع مضطر، لأنه يعتبر العمل “رزق يوم بيوم” وخاصة إنه شغلنا يقتصر على ثلاثة شهور من العام، وعلي الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجهنا في حمل القصب على أكتافنا والصعود به أعلى المقطورة ويعتبر أحمالا ثقيلة علينا، ونحن نقوم بالصعود والنزول وهكذا حتى يتم الانتهاء من ملء المقطورة.
ويشير أشرف أبو المجد سلام، إلى أن اليومية التي نأخذها 75 جنيها في اليوم، والجمال بالعمال يأخذ 150 جنيها، ولا تأتي ربع التعب الذي نتعبه في حمل القصب على أكتافنا، خاصة إنه يؤثر على أجسادنا بعد العمل، ولكن نحن مضطرون لإن هذه هي مهنتنا التي ننتظرها طوال العام، ولا يوجد بديل عنها، لكن نحن لا نعرف سوى “حمل القصب على أكتافنا”، -على حد قوله-.
ويوضح محمد عبيد بخيت، أنه يعمل حوالي 4 عمال على المقطورة، 3 يقومون بشحنها وواحد أعلى المقطورة يقوم بتقطيع القصب بالسيف الحديدي، وسط فرحة من العمال والضحك والمرح، حتى نهون على أنفسنا، ساعات العمل الطويلة التي تبدأ من بعد الفجر مباشرة وحتى الفراغ من تحميل المقطورة.
وفي نهاية حديثهم، أوضح العمال، أنهم بعد انتهاء موسم القصب، يلجئون جميعهم إلى العمل في الزراعات، مثل موسم القمح، لأنهم لا يعرفون سوى الزراعة والعمل به فيتنقلون من موسم إلى موسم لأن عملهم باليومية وليس ثابت.