كتب: مينا القناوي
حرم من نعمة البصر ولكن لم يحرم من نعمة الإحساس بالمسئولية والبصيرة، ترك المدرسة في الصف الثالث الابتدائي عقب وفاة والده، للانفاق على أسرته المكونة من شقيقته البالغة من العمر 10 سنوات ووالدته، ليعمل بائعا في القطارات رغم فقدان بصره.
التقى “الشارع القنائي” مصطفى رفعت حسين حداد، والذي يبلغ من العمر 14 عاما، المقيم خلف مصنع الثلج بمركز دشنا بمحافظة قنا، توفى والده في عام 2016، قائلاً: كان والذي يعمل في إحدى المخابز ك “فران”، ترك مصطفى المدرسة عندما شعر أن أسرته لا تتدبر احتياجاتها، فقرر أن يترك المدرسة في الصف الثالث الابتدائي ليعمل بائع في القطارات.
وأضاف مصطفى، أنه يتعرض للتنمر والمضايقات داخل القطار، فمنهم من يسخر من أعاقته ومنهم من يطلب إتاوة لتركة يبيع بضاعته في القطار، وبعض الكمسارية يطالبونه بالنزول من القطار، لافتاً أنه يسكن في إحدى الشقق السكنية بالدور الأرضي بمبلغ 500 جنيه شهرياً، وعن تعرضه للخطر في ركوب القطارات، قال ” وفيش حاجة قدامى تأنى وربنا يبسترها”.
وقالت والدة مصطفى، إن ابني ولد محروما من نعمة البصر، وتنقلت به بين المستشفيات والأطباء، الذين أكدوا انه مولود أعمى ولا جدوى من العمليات الجراحية، مؤكدة أن والدها ووالدتها توفوا منذ سنوات، وان ابنها ترك المدرسة وهو في الصف الثالث، لكنه يذهب مع شقيقته للدروس الدينية كل اثنين ويحفظ عدد من السور القرآنية.
وأضافت، أنها لا تتقاضى معاش تكافل وكرامة لأنها تتقاضى معاش تأميني عن زوجها المتوفى، كما أن ابنها لا يملك كارت الخدمات المتكاملة.
وطالب مصطفى، المسئولين، بتوفير مشروع يدر عليه دخل بسيط، للإنفاق على أسرته سواء كان محل أو كشك في شوارع دشنا ليبيع بضاعته بدلا من القطارات.