كتب: أحمد القواسمي
عم “عطيه” هو رجل ستيني يرتدي العمة وملابس باليه، يصعد وينزل على سلم خشبي، حاملًا فوق كتفه عيدان القصب، ليضعه أعلى العربة أو القاطرة، وأحيانًا يمسك بيديه سيف لتقطيع تلك العيدان، حتى تتراص بشكل مستوي ومنظم أعلى القاطرة، وتكتمل عملية شحن عربة القصب، في مشهد لن تراه إلا بمحافظات الصعيد وتحديدًا في محافظة قنا، وذلك من أجل لقمة العيش وتوفير دخل له ينفق به على أسرته.
يقول “عطية إمام”، شحّان قصب، إنه يبلغ من العمر 62 عامًا قضى منها 42 عامًا في مهنة شحن عربات قصب السكر التي لا تظهر إلا في موسم كسر وحصاد وتوريد قصب السكر إلى المصانع في أشهر يناير وفبراير ومارس وأبريل، والتي تعتبر مصدر رزقه من أجل توفير دخل له ينفق به على أسرته.
وأضاف: أنه على الرغم من كبر سنه إلا أنه مازال يعمل في مهنة شحن القصب، حيث تبدأ رحلة عمله يوميًا من الساعة 5 بعد الفجر، لافتًا إلى أن عربة القصب تستغرق حوالي 6 ساعات حتى تكتمل ويتم شحنها، وتحتاج ما بين 3 أو 4 أنفار يقومون بشحنها بعيدان القصب فيما يسمى “زُملة”.
وأوضح الرجل الستيني، أنه بعد أن تقوم الجِمال بتحميل القصب ونقله من الزراعات إلى خارجها، يأتي دور “الشحانة”، وهو واحد منهم، مضيفًا أنه يقوم برفع القصب على كتفه، ويصعد به على سلم خشبي إلى أعلى قاطرة القصب، ليضعه أعلى العربة أو القاطرة، وأحيانًا يمسك بيديه سيف لتقطيع عيدان القصب، حتى تتراص بشكل مستوي ومنظم، ويكرر ذلك عدة مرات حتى تكتمل عملية شحن عربة القصب.