أبوتشت

حزن على وفاة أقدم محفظ قرآن بأبوتشت بعد قضاء 55 عامًا خادمًا لكتاب الله

كتب: أحمد القواسمي

سادت حالة من الحزن الشديد بين أهالي قرية الزرايب والقرى المجاورة لها في مركز أبوتشت، بمحافظة قنا، عقب سماعهم نبأ وفاة الشيخ عبد الرحيم أحمد محمود، أقدم محفظي القرآن الكريم، والذي كان يتمتع بسمعة طيبة ومحبة الجميع، وحفظ المئات من أبناء أبوتشت على يديه القرآن الكريم عبر رحلة امتدت لـ55 عامًا في خدمة القرآن الكريم.

وقال الشيخ منتصر كرم الأصيل، خطيب مسجد آل مشالي بنجع سباق، من أهالي القرية، إن الراحل الشيخ عبد الرحيم أحمد محمود، وشهرته “الخطيب حسين” تُوفي عن عمر يناهز 68 عامًا، والذي يُعد أقدم محفظي القرآن الكريم بمحافظة قنا، حيث بدأ رحلته في تحفيظ القرآن الكريم لأبناء مركز أبوتشت منذ 55 عامًا، والذي تلقى تعليمه وحفظه للقرآن الكريم على يد الشيخ عبدالحميد توفيق إبراهيم، الذي كان يذهب إليه بالحمار في قرية الحبيلات الشرقية.

وأضاف: أن الشيخ الراحل قام بتحفيظ وتعليم المئات من أبناء مركز أبوتشت وقراه القرآن الكريم والقراءة والحساب، فكل من تعلم في قرية الزرايب ونجع سباق ونجع اللطاسنة يرجع الفضل في تعليمه لله أولًا ثم للشيخ، حتى أصبح منهم الطبيب والمهندس والمعلم والضابط وغيرها من المهن المرموقة.

وتابع: أن الشيخ الراحل كان طيب القلب ومحبوب بين طلابه وتلاميذه وأهالي القرية، وكان من الصالحين وعمار المساجد، وكان بمثابة معلم فاضل وأب للجميع، وكان كريمًا سباقًا للخير محبًا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم، وخفيف الظل وحاضر الذاكرة، مشيرًا إلى أنه كان من ذوي الهمم، لكن أنار الله قلبه وبصيرته، ولم تعيقه إعاقته الحركية عن قيامه بتحفيظ القرآن الكريم، فقد حفظ القرآن فحفظه الله بالقرآن في حياته وموته.

وأشار “الأصيل”، إلى أن الشيخ الراحل لم تكن له ذرية فهو لم يُنجب طوال حياته، بل ترك أبناءه وتلاميذه في العلم، وكرّس حياته خادمًا لكتاب الله، كما أنه كان يقوم بتنظيم ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بنجع سباق في قرية الزرايب على مدار 20 عامًا، مختتمًا حديثه: “جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً … لَنَا نَقَلُوا القُرْآنَ عَذْباً وَسَلْسَلاَ”.

وأوضح رأفت محمد، أحد أقارب الشيخ الراحل، أن الشيخ عبدالرحيم كان طوال حياته في خدمة القرآن الكريم، وعلم العديد من الأجيال، وله دور تنويري كبير، ولم يتخذ تحفيظ القرآن الكريم للتكسب بل لنيل الثواب من عند الله، ونجح في تعليم العديد من أهالي القرية والقرى المجاورة القراءة والكتابة بجانب تحفيظ القرآن الكريم.

وأكد “محمد”، أنه سادت حالة من الحزن بين أهالي مركز أبوتشت، عقب سماعهم نبأ وفاة الشيخ الخطيب حسين، ونعاه الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي، داعين الله عز وجل أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، لافتًا إلى أنه تم تشييع جثمانه لمثواه الأخير بمقابر العائلة، في مشهد مهيب حضره المئات من الأهالي وتلاميذه ومحبيه، وسط أجواء حزينة خيمت على الجميع، حيث كانت جنازته كبيرة، لما كان يتمتع به من الطيبة وحسن الخلق والسيرة الطيبة ومحبة الجميع.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق