الاحتفاء بابن جراجوس.. 50 عاماً راهبا في إثراء السينما والمسرح
كتب: مينا القناوي
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بكلمات التعزية، عقب وفاة الأب وليم سيدهم اليسوعي، الراهب الكاثوليكي، الجمعة الماضية، عن عمره ناهز 76 عاما.
الأب وليم سيدهم، هو ابن قرية جراجوس التابعة لمركز قوص جنوب قنا، والرهبنة اليسوعية تعتمد على العمل بنشر الثقافة، والروح الدينية المميزة والبسيطة في التعامل، ويعد الأب وليم سيدهم سيفين كاتب ومترجم وله عدد من المؤلفات، أهمها كتابا عن قريته مسقط رأسه جراجوس بقنا، دخل وليم الرهبنة في عام 1972م، وقضى وليم 50 سنة في الرهبنة اليسوعية.
ولد سيدهم عام 1947، وحصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة الكاثوليك بقرية جراجوس، ثم أكمل المرحلة الإعدادية والثانوية في القاهرة بالمعادي، ومنها إلى كلية الآداب قسم فلسفة وعلم نفس، وتخرج عام 1971م.
بعد أن أنهي الأب وليم دراسته، التحق بالرهبنة اليسوعية بالقاهرة، وعمل سنتين كتدريب في المنيا، ثم سافر إلى فرنسا 4 سنوات لدراسة علم اللاهوت بجامعة السوربون، وحصلت على درجة الماجستير بالفلسفة في كتاب ابن الرشد بعنوان “فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال”.
بعد العودة، من فرنسا أصبح مسئول في جمعية الصعيد للتنمية والتابعة للرهبنة اليسوعية، ثم انتقل إلى لبنان لإنهاء دراسته الخاصة كقس وتزامن وجوده مع الحرب الأهلية والتي تسببت في وفاة 8 من الرهبان اليسوعيين.
رسم الأب وليم كاهنا وعمره 34 عاما، ليصبح مسئولا عن جمعية الجيزويت بالمنيا، ونجح في تأسيس بيت لتأهيل ذوي الإعاقات الجسدية ومؤسسة تعليمية لذوي الإعاقة، يتم من خلاله استضافة أطفال لمدة 3 أيام في المنزل، وكانوا من المصريين جميعا، وفي وقتها كانت الفتنة الطائفية تطفو على السطح، لتظهر هنا ثاني مبادئ الرهبنة اليسوعية في التعامل ضد الفتن الطائفية، وذلك من خلال إقناع الأطفال على التعامل سويا لتتحول علاقة الغضب أو المشاحنة إلى صداقة.
بعد الانتهاء من التدريب، منح كل طفل ماكينة خياطة لتكن مصدر دخله له ولأسرته، فالآباء اليسوعيين من مبادئهم العمل المستمر في أي مهنة، حتى لا يكون الفرد عالة على المجتمع.
أسس الأب وليم، أكاديمية النهضة للفنون والآداب وتضم «مدرسة السينما» في القاهرة وأسيوط والأقصر، وتعمل على تدريب ودعم وإنتاج أفلام مجانية تستهدف تدريب صناع الأفلام المبتدئين الأكثر احتياجا، لتمكينهم من أدوات التعبير بالصورة، وذلك عبر تعلم صناعة أفلام منخفضة التكلفة، وتقدم منح مجانية بعد اجتياز الاختبارات للشباب والشابات من سن ١٦ سنة إلى ما فوق أيضا مدرسة المسرح، وهي مبادرة لخلق تيار مسرحي يتفاعل مع الناس في الشارع ومع القضايا المصرية ويقدم عروضه في الشارع والميادين والأماكن المفتوحة في القرى والمدن.
ومن إبداعات الأب وليم، ومؤلفاته: لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية 1993، لاهوت التحرير في أفريقيا 1997، لاهوت التحرير في آسيا 2001، حقوق الإنسان رؤية مسيحية 2011، لاهوت التحرير الفلسطيني 2018، لاهوت التحرير..رؤية مسيحية إسلامية 2008، المجتمع المدني عبر العمل الاجتماعي 2008، يوميات كاهن في زمن الثورة 2015، قضية التنوير ولاهوت التحرير2019، مشكلة التأويل عند ابن رشد 2019.
الأسبوع الماضي، وقع الأب وليم، آخر أعماله الكتابية، وهو كتاب جراجوس قصة 21 عاما للآباء اليسوعيين، ويتحدث عن وجود الرهبان اليسوعيين بقرية جراجوس في الفترة 1964 وحتى 1967.