كتب: عبد الرحمن الصافي
لطالما عرفه الأهالي، ساعيا في قضاء حوائجهم، مُسخرا أمواله وجهوده في توفير التعليم لأبناء قريته، حتى عُرف أنه رائد النهضة التعليمية في قرية أولاد نجم، والتي تضم 24 نجعا في نجع حمادي، بقنا.
الحلقة الثانية من نواب الظل.. الحاج سيد فضل الله رائد النهضة التعليمية في أولاد نجم
في هذه الحلقة، وهي الثانية من “نواب الظل”، تلك السلسلة التي نعرضها من خلال “الشارع القنائي”، نلقي الضوء على نموذج مِعطاء جديد، كرّس حياته لخدمة أهل قريته، وتبرع بشقاء الغربة لتعليم أبنائها، ذلك هو “الحاج سيد فضل الله”.
يقول الدكتور سمير فخري، من أبناء قرية أولاد نجم، إن “الحاج سيد فضل الله” له باع طويل في العمل الاجتماعي بالقرية، لا سيما في مجال التعليم، كرس حياته من أجل نهضة التعليم بأولاد نجم ونجع حمادي، مشيرا إلى أنه كان مدير لواحدة من أعرق المدارس الثانوية في قنا، وهي مدرسة الشهيد خيرت القاضي الثانوية في نجع حمادي.
مناشدة بإطلاق اسمه على مدرسة القرية
وأوضح “فخري”، أنه من أعمال “الحاج سيد فضل الله” إنشاء المدرسة الإعدادية في أولاد نجم، وهي مدرسة كوم السيد الإعدادية، وكذلك المدرسة الإعدادية بنجع كمبل، مضيفا أنه ساهم بشكل ملحوظ في العمل على توفير المدرسة الثانوية المزمع إنشاؤها في أولاد نجم لخدمة أبنائها.
وتابع “فخري”، أنه كان كثيرا ما يتردد على المسؤولين بشأنها ولإنجاز إجرائاتها، مناشدا المسؤولين بإطلاق اسمه على تلك المدرسة الثانوية عقب إنشائها.
اسهاماته في مبادرة “حياة كريمة”
وأكد “فخري”، أن لـ”الحاج سيد فضل الله” إسهامات عديدة في مبادرة “حياة كريمة”؛ فكان يجوب القرى ويحث الناس على التطوع والتعريف بأهمية المبادرة، وكان يهتم بكافة الملفات الصحية والطرق والصرف، وحتى النظافة العامة للقرية.
قدوة للشباب
علاء عبد الحكيم، من أبناء القرية، يؤكد أن “الحاج سيد فضل الله” كان قدوة لهم كشباب، ولا يمكن منافسته في همته العالية وحبه لعمل الخير فكان على رأس المساهمين في أي مشروع خيري وعمل عام، حتى أنه كان يشارك في حملات طرق الأبواب، لتوفير الدعم للمجمع الخيري.
فعل الخير يعود عليك
ويذكر “عبد الحكيم”، أحد المواقف لـ”الحاج سيد فضل الله”، وإيمانه أن عمل الخير يرجع بالنفع على صاحبه، أنه حين مرض الأخير وتم حجزه بمستشفى آل مرزوق في قنا، أخبره أنه في يوم من الأيام كان ممن افتتحوا ذلك المستشفى.
يعامل الأطفال بكل احترام
ومما يذكر”عبد الحكيم”، أيضا أنه في آخر ساعات “الحاج سيد فضل الله” كان يتابع كافة الأعمال من خلال التليفون وتكليف غيره بالمتابعة المباشرة، مشيدا باحترامه وتقديره للآخرين، لا سيما الأطفال الذين كان يعاملهم بتقرير بالغ.
تبرع بأموال غربته لبناء أول مدرسة إعدادية في قرية أولاد نجم
محسن هاشم، من أبناء قرية أولاد نجم، يحكي عن “الحاج سيد” أنه حين تم إعارته وهو في بداية عمله إلى إحدى الدول، وكان يعلم أن أبناء القرية يذهبون إلى قرى أخري من أجل التعليم، دفع ما جناه من أموال في غربته لبناء أول مدرسة إعدادية في قرية أولاد نجم.
تبرع بـ”أمينة طوب”
ومن المواقف التي يذكرها “هاشم”، عن “الحاج سيد”، أنه كان قد أعد ّ “أمينة طوب” لبناء منزله، فما كان منه إلا أن خصصها بعد ذلك لبناء المدرسة، فلم يكن يبخل أبدا بجهد ومال في أي مشروع يحقق النفع العام لأهالي قرية أولاد نجم.
سلسلة “نوّاب الظل”.. في كل مرة شخصية جديدة من كل قرية ونجع
ونحن في “الشارع القنائي”، سنلقي الضوء في كل مرة على شخصية جديدة، في كل قرية ونجع في قنا، طالما سعت بإيجابية نحو تنمية المجتمع، ورغم صلاحياتها المحدودة والعادية، إلا أنها تُقدم ما يمكنها من خدمات من خلال علاقتها الاجتماعية، ومجهودها الشخصي، بالتنسيق مع المسؤولين والأهالي؛ في إطار تشجيع الآخرين، بما يعود بالنفع على الشارع القنائي.
شاهد الفيديو