نوّاب الظل.. “أبو عبادة” حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول بقرية بركة.. «عجوز بروح الشباب»

كتب: عبد الرحمن الصافي

أجمل ما في مجتمعنا، هو حرص مجموعة كبيرة من الأشخاص على تقديم خدمات للمواطنين، ومساعدتهم قدر إمكانهم، والمشاركة بدور إيجابي في تنمية المجتمع، ونحن في “الشارع القنائي”، نُقدّم سلسلة جديدة نحاول من خلالها إلقاء الضوء على مثل تلك النماذج؛ لدعمها، وستكون “نواب الظل” هي نافذتنا لذلك.

“أبو عبادة”

في قرية جديدة، في نجع حمادي، بقنا، تسمى قرية بركة، وهي تتبع مجلس قروي “هوّ”، ذاع صيت “أبو عبادة”، نائبا عن الأهالي في كل كبيرة وصغيرة، فأصبح حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول بالقرية، لا يشغله سوى تذليل العقبات للأهالي، ومساعدتهم، ومشاركتهم في جميع أحوالهم.

مُتقاعد بروح الشباب

“أبو عبادة”، هو عبادة محمد عبادة محمد، من مواليد 26 من شهر سبتمبر، لعام 1960م، وهو من أبناء مركز نجع حمادي، بمحافظة قنا، وكان يعمل موظفا في قطاع الكهرباء، وأُحيل لسن التقاعد منذ عامين.

 5 أعوام في قضاء حوائج الناس

يقول “أبو عبادة”، لـ”الشارع القنائي”، إنه يسكن في قرية “بركة”، بنجع حمادي، منذ حوالي 20 عاما، وبدأ في مجال العمل الخدمي والتطوعي منذ قرابة 5 أعوام، وذلك إيمانا بدوره الاجتماعي، لخدمة أهالي قريته، وتحقيقا للمصلحة العامة، وفي إطار المشاركة بإيجابية في دعم جهود الدولة.

حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول بـ”بركة”

ويضيف “أبو عبادة”، أنه يكون بمثابة حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول، في توصيل الشكاوى، والعمل على حلّها، وتقريب وجهات النظر، كذلك التنسيق بين المسؤول والأهالي لتقديم الخدمات لهم.

 الأهالي يتواصلون معه في ساعات الليل المتأخرة

ويوضح “أبو عبادة”، أنه يعمل بالتعاون مع المشايخ بالقرية، على حل كثير من المشكلات الزوجية، ودعم الأسر، سواء من داخل القرية أو خارجها، بكافة احتياجاتها، مشيرا إلى أن الأهالي يتواصلون معه حتى في ساعات الليل المتأخرة؛ لطلب خدمات طبية، ويسعى للتنسيق مع الأطباء؛ لتلبية تلك الخدمات.

مجهودات شهر رمضان

وفي شهر رمضان، من كل عام، يحرص “أبو عبادة”، كما يقول لـ”الشارع القنائي”، بالتعاون مع مجموعة من الأهالي، على إعداد وجبات للصائيمن، وتوزيعها لهم على الطرق، وفي المنازل.

محاربة المتسولين
وفي إطار محاربة القرية للمتسولين، يؤكد “أبو عبادة”، أنه في الصف الأول لمحاربة تلك الظاهرة بالقرية، من جذورها، من خلال منعهم من التسول، وإبلاغ الجهات المختصة؛ لاتخاذ اللازم نحوهم.

 1000 جنيه شهريا لعدد من الطلاب الأيتام

ومن أكثر الأعمال التي يعتز بإنجازها “أبو عبادة”، كما يذكر في حديثه لمنصتنا، “الشارع القنائي”، هي توفير مبلغ 1000 جنيه لعدد من الطلاب الأيتام، كمصروفات جامعية لهم، كل شهر على مدار العام الدراسي.

التنسيق مع 30 طبيبا للكشف بالمجان

كذلك يذكر “أبو عبادة”، أنه يتم التنسيق مع حوالي 30 طبيبا بقريتي “بركة”، و”هوّ”، ومدينة نجع حمادي؛ للكشف المجاني في جميع التخصصات على الحالات الأكثر احتياجا، مع توفير الأدوية بالمجان لهم، مشيرا إلى أنه تمكن مؤخرا من إجراء 30 عملية عيون بالمجان، لغير القادرين ،على نفقة الدولة، بالتواصل والتنسيق مع المسؤولين.

معرض مجاني للملابس “من الناس للناس”

ويُشرف “أبو عبادة”، على إقامة معرض مجاني للملابس يَعرض فيه المواطنون أعدادا كبيرة من الملابس بالمجان، “من الناس للناس”، لافتا إلى توصيل أعداد من تلك الملابس للأسر الأكثر احتياجا، حتى خارج نطاق قرية “بركة”.

مبادرة للنظافة بالقرية

فضلا عن ذلك، يُشير إلى أنه دشّن مبادرة للنظافة بالقرية، من خلال جمع القمامة، ونقلها إلى أماكنها المخصصة لها، لافتا أنه يتولى التنسيق بين المسؤول والمواطنين خلال أي زيارات للقرية، خاصة تلك التي يتم خلالها تقديم خدمات للأهالي.

تحديات وانتقادات واجهها بـ”طول البال” وسعة الصدر

لم تكن تلك الأعمال، كما يؤكد “أبو عبادة”، أمرا سهلا؛ فكثيرا ما كانت تواجهه صعوبات وتحديات كبيرة، فضلا عن انتقادات البعض له، مشيرا إلى أنه كان يواجهها بـ”طول البال”، وسعة الصدر، إيمانا بدوره في المشاركة الإيجابية، وتحقيق المصلحة العامة، ودعم لجهود الدولة.

سلسلة “نوّاب الظل”.. في كل مرة شخصية جديدة من كل قرية ونجع

ونحن في “الشارع القنائي”، سنلقي الضوء في كل مرة على شخصية جديدة، في كل قرية ونجع في قنا، طالما سعت بإيجابية نحو تنمية المجتمع، ورغم صلاحياتها المحدودة والعادية، إلا أنها تُقدم ما يمكنها من خدمات من خلال علاقتها الاجتماعية، ومجهودها الشخصي، بالتنسيق مع المسؤولين والأهالي؛ في إطار تشجيع الآخرين، بما يعود بالنفع على الشارع القنائي.