قرية واحدة تنتجها على مستوى مصر.. “حلوى الجلّاب” من قصب السكر لأشهر صناعة شعبية في قنا

كتب: عبد الرحمن الصافي

في قرية بالصعيد الجواني، توجد أقدم المصانع التي تعمل بطريقة بدائية في تصنيع أشهر حلوى بالصعيد، وهي حلوى الجلاب، وتكاد تكون تلك المصانع هي الوحيدة على مستوى الجمهورية في تصنيع الجلاب.

ففي قرية القناوية، بشرق النيل، في نجع حمادي، بمحافظة قنا، يتم صناعة حلوى الجلّاب، ومنها يتم توزيعها إلى شتى محافظات الجمهورية، وتعرف بـ”كيمو كونو الصعايدة”.

من العسل الأسود، والمصنوع من قصب السكر بعد عصره، وتعريض العصير إلى درجات حرارة عالية، يتم صناعة حلوى الجلّاب الشهيرة، والتي يتردد اسمها على ألسنة الباعة: “جلاب نجع حمادي يا جلاب”.

طريقة الصناعة

يقول إبراهيم عبد الفتاح محمد إبراهيم، يعمل بصناعة الجلّاب، إن صناعة حلوى الجلاب تبدأ بصبّ كميات من العسل الأسود داخل بوتقة كبيرة، مصنوعة من النحاس، مع التقليب المستمر، حتى يتحول لونه إلى البني، ثم نقل العسل إلى “المحالب”، وهو إناء متوسط الحجم، يتم خلاله استمرار التقليب حتى يكتسب قواما متماسكا، وتزيد كثافته.

ويتابع إبراهيم، أنه يتم تجهيز القوالب الخاصة بصناعة الجلّاب، حيث يتم رشها بالمياه؛ لمنع التصاق الجلّاب بها عند الصبّ، وسهولة إزالته من تلك القوالب، لافتا إلى أن تلك القوالب صُنعت خصيصا من الفخار، لأعمال صبّ الجلّاب.

ويضيف صانع حلوى الجلّاب، أنه يتم صب الجلّاب داخل تلك القوالب الفخارية، ويترك لفترة بسيطة حتى يجفّ، ومن الممكن تزيينه خلال تلك المرحلة بالسمسم أو المكسرات المختلفة، ثم يتم تفريغه من القوالب، ووضعه أسفل أشعة الشمس في الهواء الطلق حتى يجفّ، ثم تعبئته داخل “مقاطف”؛ تمهيدا لبيعه.

أشهر أماكن بيع الجلاب
ويستكمل إبراهيم، أنه يتم بيع الجلاب بالميادين والشوارع الرئيسية بالمدينة في نجع حمادي، كما يتم بيعه بالقرى المجاورة، فضلا عن توزيعه بعدد من المحافظات الأخرى، لافتا إلى أنه يتم بيع الجلّاب بالسودان أيضا.

الناحية الصحية

ويلفت صانع تلك الحلوى، إلى أن قرية القناوية، بنجع حمادي، تشتهر بصناعة حلوى الجلّاب، والتي تُعدّ من أرخص أنواع الحلوى، مشيرا إلى أن هناك من لا يستطيع أكل تلك الحلوى؛ نظرا لارتفاع نسبة السكر بها.

أهمية اقتصادية
وتُسهم صناعة حلوى الجلاب في تشغيل عدد كبير من العمالة، إذ يعمل بها فريق كامل لكل منهم وظيفته، فضلا عن البائعين، وذلك بشكل مباشر، بالإضافة إلى العاملين بشكل غير مباشر كالعاملين بصناعة العسل الأسود وزراعة وحصاد قصب السكر.