كتبت: سمر سليمان
تعد حرفة صناعة الأقفاص واحدة من أقدم الحرف التي انتشرت في العديد من مناطق الصعيد ومنها مركز الوقف بمحافظة قنا، وبالتحديد في منطقة المسلمات، وتعتبر من المهن التراثية التي يعيش عليها العاملين بها فى تجمعات سكنية وتعد إحدى الصناعات التي تستمد طاقتها الأساسية من”جريد النخل”، حيث صنع منها العديد من الأدوات التي يستخدمها الأهالي، فيصنع منها السرير للأطفال، وكفايات للفراخ، والمباخر، وطربيزات، ومقاعد، وحوامل للقرآن الكريم والكتب.
في الصباح الباكر بنج مسلم لاصوت يعلو فوق انغام فرقعة المضرب الخشبي فوق الماسورة الحديدية الثاقبة حيث يشارك الجميع من الرجال والسيدات والشباب والاطفال في صناعة منتجات الجريد الاشهر بمنتطقتهم.
ويعتبر العم خليفه عبدالعظيم، أحد أقدم العاملين في مهنة جريد النخل، بمركز الوقف ،والذي يعمل بالمهنة منذ أن كان عمره 40عاما، أن مهنته موروثة عن والده وجده، حيث كانت مصدر رزق كبير لهم في تلك السنين، بينما الآن تلاشت على الانقراض أمام الصناعات الحديثة، وأصبحت تقتصر على الطلب الفردي.
“ويشير ” ابوبكر العطار”، الى أن تلك الصناعة في مناطق معينة بالوقف وهي منطقتنا المسلمات الاكثر شهره،التي لم تنتهي لأنها تعتبر مصدر رزق لهم ويظل كبار السن يحرصون على استمرار مهنتهم ومحافظين عليها وتقديم أفضل الأشكال لجذب الزبائن إليهم .
ويوضح “احمد جاد”، سر صنعته القديمة، قائلا “تمر صناعة الأقفاص بخمس مراحل، والتي تبدأ بترطيب جريد النخل لعمل الأقفاص، ووضع بعض القطع التي تستخدم اقواسا للانحناءات الخاصة بالمنتج في الماء كي تكون مرنة وسهلة التطويع، بعد ذلك يتم قص الجريد إلي مقاسات، ومن ثم يعمل فتحات، وتسمي هذه المرحلة بمرحلة الخرم، وهي خاصة بتثبيت الأعمدة، أو الجريد ،ونحول الجريد إلي أعواد تشبه الخيزران، لتثبيت الصنعة في بعضها وتشكيلها حسب الطلب الذي تقوم بعمله.
ويضيف، مجدي احمد جاد، أن الأدوات التي تستخدم في هذه الصناعة هي جريد النخل، إضافة إلي المنجل لتقليم الجريد من الأشواك، والمدقة للضغط علي الجريد للدخول في الأماكن المحددة لهو ،والساطور أو السكين الكبيرة لتقطيع الجريد للأشكال المناسبة، والمبرد لتخريم القطع لكي يقوم بتشكيلها.
وعن بيع المنتجات يوضح “جاد”أنها، تختلف علي حسب الزبائن قفص الطيور ب100جنيه، والكرسي بـ150جنيه، والطربيزة بـ70جنيه،ويتم عرض المنتجات في الأسواق سوق الخميس بقرية المراشدة وسوق الاثنين بالوقف.