رئيس جمعية تنمية المجتمع بالطود: ختان الإناث “تشويه للفتاة” وليس حفاظاً على الهوية
احمي بنتك من العادة القديمة ومتختنهاش
كتبت: سمر سليمان
يمثل ختان الإناث انتهاكا خطيرا لحقوق الفتيات والنساء ويعتبر أحد أشكال العنف والتمييز القاسية ضدهن، وينتهك الحقوق الأساسية للأطفال، بالنظر إلى أنّ الفتيات القاصرات تكن ضحايا للختان في كثير من الأحيان.
“الشارع القنائي” حاور المهندس عبدالناصر عبدالله محمود ذكير، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع الطود في قرية البحري قمولا بمركز نقادة، للحديث حول ظاهرة ختان الإناث وتشويه الأعضاء التناسلية لدي الأنثي، بطرق مختلفة دون وجود أسباب طبية لذلك، ومدى خطورتها ومعرفة أنسب الحلول التي قدموها للحد من ظاهرة ختان الإناث بالقرية.
حدثنا حول جهود الجمعية لمناهضة “ختان الإناث”؟
استطاعت الجمعية، العمل بهذه القضية في أكثر من مشروع سابقا لها، عن طريق عمل ندوات ولقاءات واجتماعات، مع الأهالي في المنازل والمنادر والساحات والشوارع وتنظيم اجتماعات، مع وجود طبيب ورجل دين إسلامي ورجل دين مسيحي، حتى يتم شرح وتوعية المواطنين والأسر، بأضرار عملية الختان والعادات السلبية التي يترتب عليها في المستقبل، وأنه لا يوجد نص صحيح لعملية ختان الإناث وحتى عدم ذكره في الطب أنه يتم تختين الفتيات.
بالتأكيد واجهتم صعوبات أثناء التوعية حول تلك القضية الشائكة، ما هي تلك الصعوبات؟
الصعوبات كانت تكمن في عقلية السيدات كبار السن، في مشروع ختان الإناث وأثناء التوعية، أما الرجال إلى حد ما رأيهم ليس قاطع ولكن السيدات كان قاطع تماماً، وأنهم مصممين على عملية ختان الإناث، بسبب معتقداتهم الخاطئة إنها لأسباب أخلاقية مثل الانحراف والعفة وخلافه.
دعنا نتحدث عن طاقة نور رأيتموها خلال حملاتكم؟
بالفعل كان هناك أمور طيبة، فلقد كان هناك أحد الأهالي البسطاء والذي اسعدني بتشبيهه، قال (ربنا عمل جهاز التكوين دا للبنت، وهل الله سبحانه وتعالى يريد أن الفتاه تنحرف فهذا لا يعقل، لا يجب علينا تشويه هذا الجهاز لأنه أكيد له وظائف خاصة به) على حد قوله.
ما هي نسبة النجاح لقضية ختان الإناث التي وصلتم إليها؟
نسبة النجاح في قرية البحري قمولا، بعد عملية التوعية واللقاءات والاجتماعات وإعادة الموضوع مرة أخرى، وصياغته من جديد وصلت إلي 70%، من القضاء على فكرة ختان الإناث، بالنسبة لقرية البحري قمولا والتي تتكون حوالي 40 نجع تقريباً، أما هناك في نسبة 30% مازالوا إلى الآن الأسر تقوم بعملية ختان الإناث، ولحسن الحظ إن الأطباء في القرية ساعدونا بشكل كبير، وواضح في القضاء على هذه الظاهرة من حوالي عام أو عام ونصف، رفضوا عملية الختان، ما عدا طبيب واحد مازال يمارس هذه العادة وحتي البعض من الأهالي لجأ لإحياء الختان عن طريق “الداية” مرة أخري.
حدثنا عن رأي الاهالي في قريتكم حول ختان الإناث؟
بالفعل، أصبحوا مقتنعين تماما أنه لايوجد ما يسمى بعملية “ختان الإناث”، بعد معرفة ما يترتب عليه مستقبلا في حياة الفتاة ومدي خطورته، وخاصة في الجيل الجديد من الفتيات، التي كانوا يقوموا بعملية الختان لها من عمر 5 أعوام حتي 6 أعوام، في عمر مبكر لهم.
هل من الممكن أن تروي لنا قصة نجاح في قضيتكم لمناهضة “ختان الإناث”؟
سأتكلم عن قصة شخصية، فأنا لدي 3 فتيات، قمت بتختين ابنتي الكبري، ولكن في الابنه الصغري كان عندي دراية بموضوع عملية ختان الإناث، ومدي أضراره والمشاكل التي يسببها في المستقبل للفتاه ،وهذا بعد البحث وسؤال رجال الدين والأطباء اقتنعت تماماً إنه لايوجد عملية ختان الإناث وأصريت أنه لم أقوم بتختين ابنتي الصغري على الرغم من المعارضة الكبيرة التي واجهتني في المنزل من والدتها والأسرة، واصررت على رغم الضغوطات وقمت بشرح الموضوع لهم حتي تم اقتناعهم وحاليا ابنتي في المرحلة الإعدادية ، وأيضا قمت بالرفض من ناحية حفيدتي أيضا ،والدها كان يرفض بشدة وأنه لابد من تختين البنت ولكن بعد مناقشة اقتنع بعدم التختين ولم تختن.
في نهاية حديثنا، ما هي الرسالة التي تبعث بها إلى الأهالي؟
أوجه رسالة إلى الأهالي، إنه لابد أن نترك هذه العادة القديمة التي قضت على بناتنا ومستقبلهن، ونمنع تعذيبهن والمعاملة القاسية التي يتعرضن لها، فضلاً عن حقهن في التمتع بحياتهن وبصحة أفضل حتي لا يلومننا في المستقبل على ما جرينا عليهن بسبب العادة التي لات ذكر في الإسلام ولا يوجد لها نص صحيح.