كتبت: سمر سليمان
ينتشر في فصل الصيف في القرى والنجوع بالشوارع “الزير الفخاري”، لحفظ مياه الشرب وجعلها باردة ونقية طوال الوقت.
عندما تسير في الشوارع تجد الزير علي جانبي الطريق فهو ثلاجة الفقراء في كثير من الأماكن وعند تناول المياه منه ترغب في ري عطشك مرة أخرى.
الزير عبارة عن برميل من الفخار يتم حفظ المياه به لفترات طويلة وتجده منتشر في الشوارع بالقرى والنجوع وخاصة في فصل الصيف، يمتلك ميزة الحفاظ على برودة المياه وخاصة في أوقات ارتفاع درجة حرارة الطقس ، ويغني الكثير عن الشرب من الثلاجات أو المبرد الكهربائي في الشوارع، و له خاصية نادرة في الحفاظ على برودة المياه.
يقول محمود عطيه، فكهاني، الزير من ابداعات الفخار المصري الأصيل، الذي يتميز بقدرة غير طبيعية للاحتفاظ بالمياه، وهو يعتبر بمثابة كولدير بالنسبة لنا للتخفيف من شدة العطش والحر، وتجده دائما منتشر في فصل الصيف في النجوع والقرى، لرخص ثمنه وتوافره في أغلب القرى ويروي عطش الكثيرين الشوارع.
ويضيف محسن علي، بائع دواجن ، إن تواجد الزير في الأماكن العامة في النجوع وخاصة أمام محلات البقالة والخضر والفاكهة أصبح مرتبط بحياة الأهالي، وهناك بعض المستلزمات التي تترافق معه مثل الكوز أو الكوب حتي يتم استخراج المياه به، ويوجد عليه غطاء خشبي أو بلاستيك لمنع نزول رواسب أو حشرات، والطيور وضمان الحفاظ على نظافة المياه، وهناك من يضع حامل أسفل الزير أو من يقوم ببناء جزء له حتى يتم الحفاظ عليه.
ويؤكد كرم محمود ، مزارع ، أنه يفضل تواجد الزير أمام منزله حتي يستطيع أن يروي عطشه بمياه نظيفة وباردة بعيده عن الثلاجة وزجاجات المياه، وهذا علي الرغم أنه بدأ الزير يختفي عند المصريين ولكن عشاقه فقط من يحافظون عليه لأنه وسيلتهم في تخزين المياه وخاصة الذين لا يملكون ثلاجات وأدوات كهربائية.
صناعة ثلاجة الفقراء
تتم صناعة الزير عبر استخدام اليد والطين فقط، حتي وقتنا الحالي ، حيث يتمّ ضغط كُرة الطين باليد وتشكيل وعاء، ثمّ يتم لف الطين في حبال أو لفائف حتّى الوصول للإرتفاع المطلوب، ثمّ يتمّ تنعيم الطين.
تبدأ عملية صناعة الزير بتجميع التراب، ثم غربلته ووضع الماء عليه ويتم عملية عجن التراب بالماء حتى تتماسك، وبعد هذا يتم رفعه لوضعه في بداية بناء الجانب السفلى من الزير، ثم يترك فترة تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات لكي يتم بناء مقدمة الزير، وبعدها يتم نقله إلى مكان التهوية في الشارع ويترك أسبوعا حتى يجف ثم يتم وضعه في الفرن المخصصة لهم لمدة ساعتين حتي يتم حرقه، وبعد ذلك يتم نقله خارج المحرقة لبيعه في الأسواق.