كتبت: سمر سليمان
“عقب انتهاء الحجيج أو المعتمرين وعودتهم من تأدية المناسك في الأراضي المقدسة، هناك رسومات وعبارات تزين واجهات المنازل والحوائط بأسمائهم وتسجل تاريخ زيارتهم وتأدية الفريضة بالألوان المبهجة.
هذه العادة أصبحت تراثا علي منازل الأهالي في صعيد مصر، منذ قديم الأزل، وفي الآونة الأخيرة قاربت على الاندثار، ولكن هناك من يحياها بعد أداء الفريضة، ومن هذه العبارات” حج وزار قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-… وحجا مبرورا وذنبا مغفورا “، إضافة إلى رسومات الكعبة والسفينة والطائرة وعبارات” لفظ الجلالة “واسم” النبي -صلى الله عليه وسلم- “.
ورصدت” كاميرا الشارع القنائي “من خلال البث المباشر، أثناء رسم الرسومات والعبارات علي إحدى المنازل بقرية المراشدة بمركز الوقف، والتي تظهر بالأشكال والألوان المختلفة على جدران الحائط.
يقول عبد الرازق السنبسي، معلم وخطاط، إنني أعمل في هذه المهنة منذ 25 عاما، أقوم برسم وتزيين منازل العائدين من أداء فريضة الحج والعمرة، في القرى والنجوع، حيث يقومون بالاتفاق معي ودهان الحوائط من الخارج، وذلك استعدادا للكتابة عليها، بالكلمات الخاصة بمراسم الحج والعمرة والمتعلقة عموما بهم.
ويضيف عبد الرزاق، أن هذه العادة مرسخة في عقول الأهالي وخاصة في القرى، وفي صعيد مصر أكثر، يكثر الإقبال عليها، وبالإضافة إلى التجول في المركز بمكبرات الصوت والزغاريد احتفالا بالعائد من الحج وتلقي المباركات من الأهل والأحباب أثناء عودة المعتمر.
ويؤكد السنبسي، أن الرسم والنقوش على الحوائط، هي بمثابة تراث عند المصريين، على الرغم من ظهور التكنولوجيا الحديثة، ولكن الخطاط هو الأهم بالنسبة لهم، والمعروف وسط الأهالي بالنسبة لمن أدوا الفريضة، وتزيين واجهه المنازل على حسب الذي يطلبه أهل المنزل، وهي دائما بتكون عبارة عن رمز الطيارة والتي بتدل على السفر، وكذلك رسم الكعبة، والمسجد، والتي ترمز إلى زيارة بيت الله الحرام والأراضي المقدسة، بالإضافة إلى كتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، واسم المعتمر أو المعتمرة أعلى المنزل، بالإضافة إلى إقامة الاحتفالات الكبرى وذبح الذبائح لهم.
