إبداعديوان المشاهير

الذكرى الـ 40 لرحيل الشاعر الفذ: أمل دنقل

"أمير شعراء الرفض.. الغائب الحاضر"

بقلم: الطيب أديب

على بعد كيلو مترات من مدينة قنا ، وبالتحديد في قرية القلعة بمركزقفط بمحافظة قنا ولد الشاعر محمد أمل فهيم أبو القاسم محارب دنقل في 23 يونيو 1940م ،ونشأ أمل دنقل في أسرة تقدس العلم فراح ينهل من أمهات الكتب وذلك ما ساعده على نضج تجربته الشعرية التي تكونت مبكرا ونضجت في مرحلة التعليم الثانوي، التي أهلته للالتحاق بكلية الآداب جامعة عين شمس. ولم يبق فيها أكثر من ثلاثة شهور، التحق بعدها بكلية دار العلوم وتركها هي الأخرى بعد أيام وأثر تثقيف نفسه بنفسه وترك قنا ليستقر في القاهرة.

ترك لنا أمل دنقل عدة دواوين وقصائد متفرقة، ويعد ديوانه ( البكاء بين يدي زرقاء اليمامة 1969 م ) أشهر دواوينه إذ عده النقاد نقلة واسعة في الشعر العربي ثم ديوان (تعليق على ما حدث 1971) وديوان ( مقتل القمر 1974) و (العهد الآتي 1975 ) و ( لا تصالح 1981) وديوان (أوراق الغرفة 8 عام 1983 ) . ورغم عمره القصير استطاع الشاعر الفذ أمل دنقل أن يغوص في أسرار الشعر العربي الموروث والتجديدي كما أنه جسد انتماءه القومي في أشعاره إذ كان من الحالمين بمستقبل أفضل لهذه الأمة الجريحة . وقد وضعته قصائده الثلاث ( البكاء بين يدي زرقاء اليمامة – لا تصالح – الكعكة الحجرية ) على رأس شعراء العروبة والمتحدث باسمها (شاعر القبيلة ) ونالت قصيدته ( البكاء بين يدي زرقاء اليمامة ) شهرة واسعة لارتباطها بالجرح القومي الغائر عقب نكسة 1967 إذ كانت تعبيراً صادقاً عن موقف عنترة العبسي المتمثل في الشعب العربي الذي تركه الحكام في صحراء الإهمال يسوق النوق إلى المرعى ، ويحتلب الأغنام ، حتى إذا ما دارت رحى المعركة أسرعوا إليه يستصرخون فيه روح الحمية ويدعونه إلى المشاركة في الحرب دفاعا عن قصور الحكام الفخمة .

قيل لي ( اخرس ..)

فخرست … وعميت … وائتممت بالخصيان

ظللت في عبيد (عبس) أحرس القطعان

اجتز صوفها …

أرد نوقها

أنام في حظائر النسيان

طعامي . الكسرة … والماء .. وبعض التمرات اليابسة .

وها أنا في ساعة الطعان..

ساعة أن تخاذل الكماة .. والرماة ..

والفرسان ..

دعيت للميدان !

لقد عاش أمل دنقل مرارة الهزيمة وحلم كأبناء جيله باستعادة الحقوق المغتصبة بالسيف رافضا كل محاولات التصالح ، وما زالت قصيدته ( لا تصالح ) شاهدة على فشل محاولات التصالح بين العرب والعدو الصهيوني ورفض الشعب العربي لهذه المحاولات يقول في أحد مقاطعها :

لا تصالح على الدم .. حتى بدم !

لا تصالح ولو قيل رأس برأس .

أكل الرؤوس سواء ؟!

أقلب الغريب كقلب أخيك!

أعييناه عينا أخيك؟

وهل تتساوى يد .. سيفها كان لك .

بيد سيفها أثكلك ؟

وعلى الرغم من رحيل أمل دنقل يوم 21 مايو 1983م إلا أن صوته لا زال يدوي في أرجاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وقد رثاه شاعر العامية الفذ صلاح جاهين في إحدى قصائده يقول فيها :

باحكى عن الموتى في شتى العصور

وباقول عليهم ألف رحمة ونور

مش باحكى أبدا عن أمل دنقل

لأنه عايش رغم سكنى القبور !.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق