“الكبّاشات” تطارد مهنة “الشحّانة” خلال موسم القصب.. وأصحابها: “الأرزاق بيد الله”

كتب: عبد الرحمن محمد

“الأرزاق بيد الله”، بتلك الكلمات يؤمن الشحانة أن رزقهم محفوظ ينالونه مهما جدّ جديد على مهنتهم رغم التطورات التي لحقت بها والآلات الحديثة التي دخلت لتساعدهم والتي من الممكن أن تحل مكانهم في كثير من الأحيان.

والشحانة هم من يعملون في شحن القصب خلال موسم العصير إلى مقطورات القصب أو عربات الديكوفيل لنقله إلى مصانع السكر لإنتاج السكر منه أو غير ذلك من الصناعات اللاحقة.

فبعد اكتمال نمو القصب وحين البدء في جمع المحصول تتم أول عملية وهي الكسر، ليتم شحن القصب بعدها إلى العربات تمهيدا لنقله للمصانع.

فالشحانة يأخذون القصب على أكتافهم ويصعدون على سلم خشبي إلى أعلى مقطورة القصب، ليأتي دور آخر يقوم بتقطيعه حتى يتراص بشكل منظم وتتسع العربة للمزيد.

ورغم ظهور الكباشة، وهي معدة تقوم بأخذ كمية من القصب بين فكيها لوضعها أعلى تلك العربة، إلا أن الشحانة يؤمنون بأن رزقهم محفوظ.

فالكباشة تستطيع شحن العربة في دقائق لأنها تحمل بين كفيها كمية كبيرة من القصب، بخلاف الشحان الذي لا يحمل إلا القليل على كتفه.

وذراعيّ الكباشة الطويلين يجعلاها تتحرك بسهولة من الأرض إلى أعلى العربة، بخلاف الشحان الذي يستغرق وقتا في الصعد إلى السلم والنزول منه.

إلا أن الكباشة لا تستطيع الولوج إلى أماكن الزراعات حيث الترع الصغيرة والطرق الضيقة، ولا تتسع المساحات لأداء عملها.

وكثير من أصحاب زراعات القصب يفضلون عمل الشحانة فهم يقومون برصّ الأعواد بشكل منظم يساعد على ملء العربة حتى 12 طنا، في حين أن الكباشة تلقي أعواد القصب أعلى العربة بشكل عشوائي، ولا تتسع العربة حينها أو الجرار إلا لـ8 أطنان.

فيما يفضل البعض من المزارعين الإنجاز في العمل فيكلف صاحب كباشة بشحن عربته، ومع ذلك لا يرى الشحانة أنه ينقص من رزقهم شيئا.

يعمل حوالي 4 على العربة 3 يشحنونها وواحد يقطع القصب أعلاها، وسط أغاني وأناشيد ترفع الهمة وتقضي ساعات عملهم الطويلة التي تكون بدايتها في الصباح الباكر.

وبعد انتهاء موسم عصير القصب، يلجأ الشحانة إلى العمل في زراعات أخرى كليه البرسيم أو درس القمح فحياتهم كلها في الزراعة، إلا أن موسم القصب هو الأفضل بالنسبة لهم.