“اصحي يا نايم وحد الدايم”.. أعرف حكاية أشهر مسحراتي بنجع حمادي “50عاماً بهجة”..صور
العم محمد عبده : أحتاج إلى تروسيكل للتنقل بين الشوارع لتقدمي في العمر
كتب: عبد الرحمن الصافي
من منزل بسيط بقرية “هوّ”، التابعة لمركز نجع حمادي بقنا، يخرج مسحراتي القرية، قارعا طبلته، ومناديا: “اصحى يا نايم”، على مدار 30 يوما خلال شهر رمضان المبارك، إيذانا بموعد السحور كل ليلة، ناشرا البهجة بين الأطفال الذين ينتظرونه في الشرفات وشوارع القرية المختلفة.
التقى “الشارع القنائي”، العم “الشيمي”؛ لتعرف منه على طبيعة عمله ومهمته وطقوس شهر رمضان بالقرية.
محمد عبده الشيمي، وشهرته “محمد الشيمي”، يبلغ من العمر 70 عاما، من مواليد قرية هو بنجع حمادي، ولديه من الأبناء 6 بنات و3 أولاد، يعمل كمسحراتي للقرية منذ أكثر من 50 عاما، يقول:” إنه كان يعمل منذ صغره مع والده بتلك المهنة، كما كان جده يعمل بها من قبل”.
ويتابع “الشيمي”، أن عمله يبدأ في الواحدة صباحا، حاملا طلبته التي يربطها بحزام ويعلقها على كتفه ويقرعها بواسطة عصا خشبية صغيرة، ويستمر عمله حتى الثالثة صباحا، ليعود إلى منزله حتى يتناول السحورط.
يحكي “أنه كان يمتلك طبلة أو ما يسميه “نُقَّارة”، من الخشب ومشدود عليها جلد ماعز، كان يُعرضه لنار هادئة لشده قبل استخدامها، إلا أنها تمزقت واضطر لسحب قرض من إحدى الجمعيات لشراء طاقم، من الطبلة، بقيمة ألف ونصف جنيه، مكون من قطعتين من النوع الحديث الذي يستخدم فيه زجاج معين بدلا من الجلد”.
ويضيف، أن الأطفال يلتفون حوله ويصحبونه في جولته بشوارع القرية، منذ خروجه من المنزل وحتى عودته، مُصفقين ومُهللين فرحا بما يفعله.
وعن طقوس أول ليالي رمضان، يخرج المسحراتي ما بين صلاة المغرب وحتى العشاء طائفا بالقرية مُعلنا أن اليوم التالي هو أول أيام الشهر الكريم، ليحيط به الأطفال ويطوفون معه أرجاء القرية.
وفي عيد الفطر يخرج المسحراتي بطبلته ليهنئ أهالي القرية بالعيد، ويحظى بأجور رمزية تقديرا لعمله على مدار الشهر الكريم وإيقاظ المسلمين للسحور.
ويطالب “الشيمي”، بتوفير تروسيكل له للتنقل بواسطته بين شوارع القرية المختلفة، موضحا أنه مع تقدمه في السن لا يستطيع السير لمسافات طويلة بالقرية، لمساحتها الكبيرة، حتى أنه يضطر أحيانا إلى إرسال أحد أبناءه بدلا منه، ولأنها عادة فإنه لا يستطيع التخلي عنها رغم حالته الصحية”.