حبشي جورجيوس.. أشهر “مكوجي رجل” بنجع حمادي: البخار أدى إلى اندثار المهنة
كتب: عبد الرحمن الصافي
حانوت صغير، تراصت بداخله أشكالا مختلفة من “الجلاليب”، ينبعث منها عبق المكان، الذي يختلط برائحة تلامس المكواة الساخنة مع أنسجتها اثناء كيّها، وشخصان قابعان بداخلها أحدهما عكف منحنيا على إحدى قِطع الملابس، بـ”مكواة الرجل”، بينما الآخر يستخدم مكواة البخار.
حبشي جورجيوس، يبلغ من العمر 63 عاما، يعتبر أشهر “مكوجي رجل” بنجع حمادي يكشف لـ”الشارع القنائي”، حكايته مع تلك المهنة وبداية تعلمه لها.
يقول العم حبشي، إنه بدأ تلك المهنة منذ نعومة اظافره، حيث كان يعمل صبي مكواة في السبعينات، وبعد أن أدى خدمته العسكرية في الثمانينات، بدأ تعلم تلك المهنة حتى أتقنها، ولم يلتفت عنها إلا أنه “بحكم السن” بدأ يستخدم مكواة البخار ووفر “صنايعي” للعمل على “مكواة الرجل”.
ويوضح أن “مكواة الرجل”، عبارة عن قطعة من المعدن المكون من الصلب والحديد والنحاس، للاحتفاظ بالحرارة، وأعلاها قطعة خشبية لوضع القدم عليها للضغط بها، ولها ذراع طويل لسهولة حملها ونقلها من على الموقد، وسهولة تحريكها.
وتستخدم منضدة خشبية مكونة من لوح سميك أسفله قطع خشبية لحمله، وتكون تلك المنضدة منخفضة بحيث يتسنى للعامل الضغط بقدمه على المكواة لتحسين عملية الكيّ.
وبحسب ما تعلمه “حبشي”، ممن هم أقدم منه في الصنعة فإن “مكواة الرجل” صناعة إنجليزية كان يستخدم الغاز لتسخينها قبل توفير اسطوانات البوتاجاز، وكان مثلها مكواة اليد الحديد.
ويوضح العم حبشي، أن “مكواة الرجل”، تستخدم لكيّ الملابس المصنوعة من الصوف خاصة في أول مرة لها، حيث تحتاج إلى حرارة وضغط عليها لتطبيع أنسجة القماش على الشكل الذي تم خياطته به.
ويشير “حبشي”، إلى أن تلك المهنة شاقة جدا حتى أنه لا يدخل مجالها أي شخص حاليا، موضحا أن العامل يضطر إلى ثني جسده طوال فترة العمل، للضغط على المكواة بالقدم، لافتا إلى أنه اضطر في 2005 إلى ترك “مكواة الرجل”، والعمل على مكواة بخار بذات المحل.
أما مرقص شاكر ابراهيم، صنايعي، بذات المحل منذ 15 عاما، يذكر أن “مكواة الرجل” من المهن التي قاربت على الاندثار بسبب صعوبتها وعدم دخول الشباب إلى ذلك المجال في الوقت الحالي بسبب حداثة وسائل الكيّ منها مكواة البخار.
ويلفت إلى أنه حسب خامة القماش فإنه يتم تسخين مكواة واحدة أو 2 للزي الواحد، حيث يتم تسخين أول مكواة مع بداية العمل لمدة ⅓ ساعة.
وبحسب طلب الزبائن، فإنه يستخدم “مكواة الرجل” أو مكواة البخار، مع مراعاة خامة الملابس، لافتا إلى أن كثيرا من الزبائن مازالوا يفضلون “مكواة الرجل”.
ويتابع ابراهيم، أنه بسبب تأثير تلك المهنة على صحته اضطر إلى رفع منضدة الكي بحيث لا يستخدم قدمه ويعتمد على يده في الضغط على المكواة، مؤكدا أنه اتقن تلك المهنة وأصبحت المفضلة لديه.