دفتر أحوال

بالصور..” الشابو في ثلاجات المصريين”.. “الشارع القنائي” يكشف صناعة أخطر وأفتك أنواع المخدرات

صاحب محل أدوات كهربائية : لمبة "الثلاجة" قفز سعرها إلى 5 أضعاف بسبب "الشابو"

تحقيق: سمر سليمان ومنى أحمد

طرأت ظاهرة جديدة وغربية من نوعها، أثارت الانتباه إليها والتساؤل عن سببها وهو ارتفاع أسعار ” لمبات الثلاجة واللمبات الصغيرة التي تماثلها” من محال الكهرباء، وزيادة الإقبال عليها خاصة من الشباب ، وهو ما كشف عن كارثة جديدة في عالم الإدمان حيث يتم استنشاق المادة المتواجدة بها كنوع جديد من المواد المخدرة ” الشابو” أو إدخالها في عمليات إنتاج هذا المخدر المميت والاغلى في عالم تلك التجارة المحرمة.

ما هو الشابو ؟

في الآونة الأخيرة ظهر نوع جديد من المخدر يطلق عليه البعض اسم ” الشابو” والمعروف علمياً بإسم “الكريستال ميث” وهو الأكثر انتشاراً بين تجار ومتعاطي المخدرات بمحافظة قنا وسوهاج، ورغم أثارة المدمرة علي صحة المتعاطي، فانه اخد طريقة سريعة ومرعبة في الانتشار بين مراكز المحافظة أبرزها نجع حمادي قفط وقوص ودشنا، ومحافظة سوهاج أبرزها قرية “برديس” والذي سبب فزع ورعب بين الكثير من الأهالي عند سماع اسمه لأنه نافس نوعين من أنواع المخدرات الأكثر انتشاراً بين التجار وهم” الفودو والاستروكس”.

متعاطيه يرتكبون جرائم بشعة

هذا المخدر العجيب له قوة السحر في غزو عقول الشباب والدخول في نفق مظلم، والعديد من المرات يجعلهم يرتكبون جرائم عدة ،ومن أبرزها القتل والسرقة ، مثل جريم قيام أخ في أبوتشت بقتل 3 أشقائه الثلاثة ثم يموت قتيلاً بعد مطارده الشرطة له، الابن يقتل والدته، والشاب يتعدى على أقربائه لتخيله أنه الأقوى والأفضل ،وهناك من يعرضهم للتفكير في الانتحار.

المكون الرئيسي لـ”الشابو”

تقول سمر محروس، مدرب متطوع بصندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي، أن الشابو” يصنع من مركبات ” الميثا مفيتامين ” وهي منشطات شديدة التأثير وسريعة المفعول والادمان، يدمنها الإنسان بمجرد تعاطيها مرة أو اثنين علي الأقل ،ومن شدة تأثيرها على المتعاطي تسيطر على الإنسان حالة من الهلوسة البصرية والسمعية فإنه يشاهد تخيلات وأشياء لاوجود لها في الواقع، وقد تمتد تأثير الجرعة الواحدة مع المتعاطي لمدة شهر ،لأنه يتم إدمانه من المرة الأولى في التعاطي ،كما يدمر القلب واجزاء أخري ويسبب تشوهات كبيرة في الوجه ويؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.

أشكال “الشابو”

وتوضح “محروس” أن مخدر” الشابو” يأخذ شكل بلورات زجاجية أو جليدية ، ويطلق عليه في بعض الأوقات ” الكريستال ميث” لتشابهه الكبير مع الزجاج الكريستالي ، وهناك من يطلق عليه” الشابو “،”الايس” أو” الثلج”، “الزجاج أو الشابو الكريستال”، “الشابو المخدر” أو “الشابو بالانجليزي”، “الشابو ميث”، “الشظايا”، “الشفرة أو جلاس”، “حبوب الشابو أو عقار الشابو”،” مخدر الشيطان”، “حبة القلوب البنفسجية”.

وتابعت : أول من أطلق عليه اسم ” الشابو ” علي الكريستال ميث هم سكان دول شرق آسيا، وهي كانت المهد بانتشار الكريستال ميث كمخدر يروج له الكثير، والذي يتم تعاطيه بطرق كثيرة ومنها ” التدخين بواسطة سجائر، الاستنشاق طريق الأنف ،وأيضاً الحقن عن طريق اذابته في زجاجة مياه ويتم حقنه في الوريد، التحاميل في المستقيم أو المهبل وهي أقل طرق التعاطي انتشاراً، أو عن طريق البلع وبهذه الحالة يتم تدمير الجهاز الهضمي، ويستخدم جهاز جديد يشبه اللمبة في تدخينه وكل شخص على حسب طريقته الخاصة في تناوله.

أعراض ادمان الشابو

-فقدان الوزن.
-الشعور بالدوخة.
-اضطراب عمل الجهاز الهضمي.
-تشوش الرؤية.
-ارتفاع او انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
-سرعة ضربات القلب.
-الأرق وعدم القدرة على النوم.
-رعشة بالجسم.
-ارتفاع درجة حرارة الجسم.
-صداع مزمن.
-طفح جلدي.

أعراض تعاطي الشابو النفسية:

-رفع القدرة على التركيز.
-زيادة النشاط والطاقة.
-الهلوسة السمعية أو البصرية.
-زيادة حدة الانفعالات.
-الشعور بالقوة.
ظهور مجموعة من السلوكيات العدوانية العنيفة، حيث تتولد داخل نفس المدمن رغبة جامحة في ارتكاب الكثير من الأفعال الإجرامية مثل القتل والرغبة الجنسية لدي المدمن فإنه دائما يبحث علي الاغتصاب، حتي لو كانت تلك الحالة من أفراد أسرته.

” اسعار الشابو المخدر”

ومن خلال السؤال عنه تبين من البعض أنه هناك مصانع صغيره بمحافظة قنا وسوهاج تقوم بصنع هذا النوع من المخدر ،وانه سعر الجرام يصل الي 1500جنيه وأن في بعض الأوقات يقوموا المتعاطين بالاشتراك لشراء جرام واحد بسبب غلاء سعره، وأنه هناك الجرام الواحد التقليد وصل1200جنيه ،وهناك كريستال خليط وصل من 800 إلي 1000جنيه وهناك 200جنيه وفي الآونة الأخيرة تم القبض على الكثير من التجار ومعهم كميات كبيرة من الشابو حتي يقوموا ببيعها وسط الأهالي بمحافظة قنا.

الشارع القنائي تلتقي مدمن “الشابو”

من خلال التواصل مع أحد المتعاطين والمدمنين لهذا النوع من المخدر والذي رفض ذكر اسمه، أنني كنت أتعاطى الكثير من المخدرات مثل الحشيش والترامدول والتمول والافيون ، إلا أنني قمت بتركها واتجهت إلى تعاطي الشابو لأنه لديه القدرة على جعلني قويا في الأوقات التي احتاجها وكما أنه يجعلني مستيقظ لأيام تصل إلى ثلاثة أيام.

وتابع” المتعاطي “أن الذي جرب أنواع المخدرات الأخرى عندما يتعاطى “الشابو”، يعرف إذا كان هذا النوع أصلي أو مغشوش عكس الذي يقوم بتعاطيه لأول مرة، ولكن عند الاستمرار عليه ومن أول مرة لا يستطيع المدمن الابتعاد عنه ،مشيراً أنه أسعاره باهظة الثمن تصل إلي 800 و 1500جنيه للجرام الواحد، وساعات نشترك في شراء جرام واحد إلا أنه يقوم يضبط الدماغ ويعتبر ثمنه منه فيه” على حد تعبيره.

“الشابو” في لمبة “الثلاجة”

وتابع أنه يقوم بشراء اللمبة الصغيرة أو لمبة الثلاجة ونقوم بأخذ الجزء الاخير منها ونضع داخله المادة المخدرة ونقوم بجلب خرطوم صغير أو قلم ونأخذه ونقوم بوضعه في اللمبة ونلف عليها بالبلاستر ،ونقوم بجلب ولاعة ونقوم بتسخين اللمبة ثم فستنشقها سريعة عن طريق امبول.

ويقول “مصطفي محمد ” صاحب محل أدوات كهربائية، إنه كان سعر اللمبة لا يتراوح من 5الي 7جنيهات ، إلا أنه، فوجئنا بإقبال كثير من بعض الشباب في شراء اللمبات الصغيرة ولمبات الثلاجات على وجه الخصوص، ولا نعرف السبب في شراءها وعندما سألنا اتضح أنها تستخدم في تعاطي نوع من المخدرات، لذلك بعض التجار قاموا بالاستغلال في رفع سعر اللمبات الصغيرة الي 15 حتي 27جنيها للمبات الصغيرة”.

وأكد محمد عبداللاه، أحد أهالي قوص، إلي انتشار مخدر “الشابو” في المدينة وبعض القري حيث يتم بيعه للشباب علني كأنه سلعة غذائية متداولة، لافتا الي أن توافر لمبات الثلاجات حتي الآن مع استقرار أسعارها لسببين الأول توافر مخدر الشابو الأصلي رغم ارتفاع أسعاره، وثانيا أن فكرة التعاطي من لمبة لم تصل إلينا حتي الآن ولكن مع ارتفاع أسعار الشابو سيلجأ الشباب في القريب العاجل إليها”.

أستاذ علم الاجتماع يوضح تأثير مخدر الشابو على المجتمع

ويقول” علي القصبي ” أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، إن معتاطي المخدرات يعتبروا ضحايا من ضحايا المجتمع وخاصة في مجتمعنا الصعيد، المخدرات بجميع انواعها تتلف خلايا المخ ، وتؤثر على سلوك المتعاطي لها ، ويحدث نوع من التفكك الأسري وغير الجرائم القتل والسرقة التي نسمع عنها في مجتمعنا”.

ويطالب استاذ علم الاجتماع بضرورة تفعيل دور مكافحة الإدمان وقصور الثقافة والإعلام ومراكز الشباب في التوعية ، والعمل علي منع انتشار هذه السموم القاتلة وسط أولادنا ، مطالب جميع أجهزة الدولة التصدي لهذه الكارثة التي حلت على أولادنا وخاصة ظهور الانواع الجديدة في المحافظة وسط الشباب.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق