“معلم” لغة عربية : “بعض المدرسين هم من سمحوا بالغش حتى أصبح حقا مكتسبًا للطالب”

متابعة: أحمد القواسمي

وجه الدكتور سيد حشمت محمد أمين، معلم لغة عربية، رسالة للمعلمين عن ظاهرة الغش، وذلك عقب حدوث واقعة غش جماعي بإحدى مدارس محافظة قنا، قائلًا: للأسف أصبح الغش في زماننا أمرًا واقعا ومسلما به، والكثير منّا يلوم الأسرة التي لم تربِ أبناءها، وتعرفهم بالحلال والحرام، وما هو حق لهم ، وما ليس من حقهم، ولكن اللوم الحقيقى على المعلم المسئول عن اللجنة الذي صار وجوده كعدمه، وإن لم يكن عدمه أفضل، مؤكدا أن المعلمين هم من سمحوا بتلك المهازل، فصار الغش حقًّا مكتسبًا للطالب الفاشل الذي لم يرهق نفسه في المذاكرة أو التفكير.

وتابع، والعجيب أننا نبحث عن مبررات نرضي بها ضميرنا حتى نسمح بالغش ومنها: أن الطلاب الذين يغشون أخرهم دبلوم، وبهذا يكون حاصل على شهادة فقط، أو نحن نغشش الطلاب؛ تقديرا لظروف أولياء الأمور الصعبة وظروف الحياة الشّاقة، أو نحن  لا نغشش  نحن  نترك  الطلاب مع  بعضهم  البعض  فقط  لا غير !!!!!

وأضاف “حشمت” أن هذه  أشهر المبررات التي تقال في هذا الموقف، ولكن أحب أن أقول لحضرتك _ أيها المعلم _  بعض الأشياء التي تغفل عنها: أن بعض أولياء الأمور يدعون عليك ليل نهار؛ لأنك كنت سببا في ضياع أولادهم المتفوقين الذين اجتهدوا طوال العام، وبسببك و بسبب حنانك الزائد جعلتهم يتساوون مع من لم يفتح كتابا طوال العام، ولم يرهق نفسه في التفكير والمذاكرة، وبسببك صار المعلم الذي لا يسمح بالغش معرضًا للاستفزاز والمضايقات من الطلاب وأولياء الأمور، وهذا ما يحدث الآن في شتى المراحل الدراسية.

وأردف الدكتور سيد، أن هناك مجموعة من رؤساء اللجان  والمراقبين يبعون اللجان من خلال الحصول على بعض الأموال أو الأطعمة والمشروبات، فنجدهم هم من يحرضون على الغش ومقولتهم المشهورة: “خفوا على الطلبة شوية يا أساتذة دول زي أولادنا”، عندما تمنع الغش، وكأنك تفعل شيئًا محرمًا، و من المهازل التي تقال دائما لبعض المعلمين الصارمين في موضوع الغش ويرفضونه تماما: حرام عليكم تبقى اللجان التانية سايبة و أنتم شادين اللجنة”، سبحان الله، الغش أصبح حلالا، ورفض الغش صار حرامًا.

وأستطرد معلم اللغة العربية، والأكثر عجبا أن بعض المعلمين الذين علمونا المبادئ والقيم، وجعلونا نقتدي بهم قولا وفعلا، تنازلوا عن تلك المبادئ؛ لأن أبناءهم من ضمن الطلبة الممتحنين، فسقطوا من نظرنا سقطة واحدة، مضيفا أن هناك بعض الأفاضل الذين علمونا المبادئ والقيم ومازلنا وسنظل نتباهى ونفتخر بهم ونشرف أننا من تلاميذهم فهم صادقون قولا وفعلا، وجزاهم الله كل خير.

وأشار “حشمت” إلى أن هناك موقفا للأستاذ “عاطف حمزة”، حيث كان رئيسا للجنة مدرسة ثانوية في امتحانات النقل، وكانت ابنته إحدى الممتحنات، والعجيب أنه لم يسأل عن لجنتها، ولم يذهب لمساعدتها أو يرسل لها أحد المعلمين، لافتا أن هذا هو المعلم القدوة الصادق قولا وفعلا، جزاه الله كل خير.

ولفت المعلم في رسالته، إلى أنه حرام أن يتساوى من اجتهد وذاكر وسهر الليالي مع من لم يتعب، وقضى أيامه لعبا ولهوا، حرام أن نلغي ضمائرنا، ونختلق مبررات فارغة غير مقنعة، حرام أن نضيع هيبة المعلم وقدره ويصبح (طرطورا) في اللجنة،  ونجد الطلاب يشيرون إليه ويقولون: “المدرس اللى غششنا أهوه”، ويصبح المعلم الذي يغشش رزقا، والمعلم الذي لا يغشش يصير ( بعبعا)، حرام أن يكون المعلم الذي يغشش على خطأ، ويترك زميله عرضة للأذى والضرر، وهو على صواب.

وأكد في رسالته حرام على أي مدير مدرسة يسمح بالغش؛ لكى تخرج نتيجة مدرسته جيدة، ويقال عليه مدير كفء، حرام ما نفعله في أنفسنا، وفي الأجيال التي ستخرج إلى المجتمع، والتي صار الغش منهاجا لها تسير عليه.

واختتم رسالته قائلا: لو كل المعلمين رفضوا الغش، ومنعوه لن يستطيع طالب أو ولي أمر أن يتجرأ على أحد المعلمين، وترجع كرامة المعلم التى ضاعت من أعمالنا، أصلح الله حالنا جميعا.

كان اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، قد قرر إلغاء ندب رئيس لجنة امتحانات مدرسة الأشراف الغربية الإعدادية بمركز قنا، والمراقب الأول، وجميع المراقبين والملاحظين، وتحويلهم إلى التحقيق بمعرفة الشئون القانونية بمديرية قنا للتربية والتعليم مع إيقاف رئيس اللجنة عن العمل، تمهيدا لإحالته للمحكمة التأديبية؛ لقيامهم بتسهيل عملية الغش الجماعي، ووجود حالة من عدم الانضباط باللجنة، وعدم الالتزام بقواعد لجان الامتحانات، وتقاعسهم عن أداء الواجب الوظيفي .