بالصور.. سيارات “الكبوت” مركبات عفى عنها الزمن..ومبادرة الإحلال ما بين الرفض والقبول.. والسائقون: تكاليف الاستبدال عالية
كتب: عبد الرحمن الصافي وأحمد القواسمي وسمر سليمان ومنى أحمد
تعد سيارات “الكبوت” تحدٍ جديد تعمل محافظة قنا جاهدة على تخطيه من خلال استبدالها بأخرى ميكروباص، وذلك في إطار سلسلة حلقات التطوير والتجديد الذي بصدده المحافظة، وذلك ضمن الاهتمام وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين والعمل على توفير كافة سبل الراحة لهم، وسائل مواصلات آمنة، فضلا عن إضفاء مظهر حضاري على مختلف مراكز المحافظة.
“الكبوت” وسيلة النقل الوحيدة لنقل الركاب بين القرى داخل مركز قوص
تعد سيارت “الكبوت”، في مركز قوص وقراه هي وسيلة النقل الوحيدة لنقل الركاب بين القرى داخل المركز وإلى المراكز المجاورة داخل محافظة قنا، وقد لاقى قرار اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، بوقف ترخيصها ومنح السائقين فرصة لاستبدالها، لاقى القرار رضا المواطنين؛ لما يتعرضون له من حوادث، كما يعتبرونها وسيلة غير حضارية، فيما لاقى ذات القرار غضبا بين السائقين لعدم قدرتهم على تكاليف الاستبدال.
ويوجد في مراكز قوص، عدة مواقف وخطوط لسيارت “الكبوت” في المركز وقراه، ومنها موقف سيارات جراجوس ويؤدي إلى 5 قرى، وموقف سيارات قروي الحراجية والقرى التابعة، والموقف الجديد ويضم قرى مجلس قروي حجازة وخزام.
يقول كرم أحمد عبدالرحيم، سائق “الكبوت”، إن ظروف السائقين لا تسمح باستبدال سيارات “الكبوت” بميكروباص ودفع أقساط الاستبدال، لافتا إلى إن دخل السائق حاليا لا يتعدى الـ150جنيها يوميا، منها تكلفة البنزين.
ويشير أشرف محمد، سائق، إلى أن المظهر الحضاري يمكن تطبيقه في المدن وتعميم تلك سيارات الميكروباص، أما القرى فهي وسيلة مواصلات مناسبة للأهالي، لافتا إلى أن السائق لو يمتلك ثمن الميكروباص سينفذ مشروعا ويتخلى عن مهنة قيادة السيارات.
ويلفت عبدالفتاح محمود، إلى أنه اشترى سيارة “كبوت” بـ150 ألف جنيه، تدرّ له دخل 70 إلى 100 جنيها للانفاق علي أسرته، متسائلا: ماذا لو استبدلتها بميكروباص.. كيف سانفق على أولادي وأسدد الأقساط، لافتا إلى أن هناك عدد من سائقي “الكبوت” مُطالَبين بتسديد قروض تصل إلى أقسااطها إلى 2000 جنيها شهريا، مطالبا المسؤولين النظر إلى ظروف السائقين الصعبة.
في الوقف.. سيارات متهالكة وغير آدمية
عديدة هي خطوط سيارات “الكبوت” بمركز الوقف بقنا، وهي سيارات متهالكة وغير آدمية بالمرة وعفي عنها الزمن، منذ فترات طويلة، فهناك خطوط لسيارات “الكبوت” تنقل الركاب من المراشدة للمعدية لنقلهم الوقف في خط سير واحد، وهناك خط سير للسيارات “الكبوت” من الوقف إلى حاجر الجبل، وخط من الوقف لمنطقة العبادية.
يقول حداد سليمان، سائق خط المراشدة_ الوقف، إننا غير موافقين على وقف ترخيص السيارات “الكبوت”، معلا أن الميكروباص غير مُجدٍ في القري، مضيفا أن “الكبوت” يساعد على تحميل الأهالي ومعهم بعد الأحيان حيوانات والشنط والأجولة المليئة بالبضائع، وهو مالا ينفع في سيارات الميكروباص كما أنه الطرق غير صالحة لسير سيارات الميكروباص لكن “الكبوت” يتحمل.
“اللي جايين على قد اللي رايحين”، بتلك الجملة يعلل علي عربي، سائق، رفضه لاستبدال “الكبوت” بمكيروباص، مضيفا أن الميكروباص غير عملي بالمرة وسط القرى والنجوع، كما أن السائق لا يُحصلّ سوى 45 أو 50 جنيها في اليوم، والأهالي لاتتحمل الانتظار حتى تكتمل حمولة السيارة الميكروباص.
ويؤكد علي أبو السعود، سائق خط سير الوقف_ العبادية، أنهم ينتظرون طيلة النهار لتحميل السيارة، ومرة واحدة في اليوم، وثمن الحمولة لا يكفي بنزين السيارة، ونضطر للسلف، لافتا إلى رفضه تبديل سيارته.
وتشير علية يونس، ربه منزل، إلى موافقتها على تغيير السيارات “الكبوت” واستبدالها بالميكروباص، لأن الأولى غير آدمية ومتهالكة وتشكل خطراً حقيقياً عليها وعلى أولادها أثناء استقلالهم لها.
سائقو “الكبوت” بنجع حمادي: نرحب بفكرة المبادرة.. ونتمنى مد فترة التقسيط وزيارة المحافظ لنا
يرحب عدد كبير من سائقي سيارات “الكبوت” بنجع حمادي، بفكرة استبدال تلك السيارات بأخرى ميكروباص، إلا أنهم يرون أن هناك عدة أمور يجب مناقشتها عن كثب مع المسؤولين، والتي يتمثل بعضها في مد فترة سداد الأقساط، والتسهيل في دفع المُقدم، متمنيين زيارة اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، لهم
يقول عبد الرحمن أحمد، سائق سيارة “الكبوت”، إن أغلب السائقين يرحبون بفكرة استبدال تلك السيارات بأخرى ميكروباص، لتناسب تلك التطورات التي تشهدها محافظة قنا، وتكون في إطار تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة وأنه لم يعد من تلك السيارات سوى الموجودة بمواقف بعض قرى شرق النيل، بنجع حمادي
ويلفت أحمد، إلى أن هناك عدة اعتبارات يجب مراعاتها عند العمل على استبدال سيارات “الكبوت” بالميكروباص، خاصة لسيارات قرى شرق النيل بنجع حمادي أهمها تمهيد الطريق، موضحا أن الطريق يحتاج إلى إعادة النظر في شأنه، ليناسب ذلك الأسطول الذي سيمر عليه بعد استبدال سيارات الخط بالميكروباص.
ويتابع السائق، أن السيارات الجديدة إذا لم يتم إعداد الطريق لها جيدا فستصبح عبئا على السائق، حيث ستكثر أعطالها ويتأثر “عفشها” فتحتاج فضلا عن دفع أقساطها إلى أعمال صيانة مستمرة، تغني عنها طريق بمواصفات مناسبة.
كذلك فإن المقدم المدفوع، يجب أن يتم تخفيضه إلى أدنى حد ممكن مراعاة لحالة السائقين المادية، خاصة وأن عملهم لا يدرّ ربحا كثيرا عليهم بسبب أعمال الصيانة المستمرة لتلك السيارات ومصاريف المعيشة وغيرها، بحسب السائق.
ومن مميزات سيارات الميكروباص التي يراها السائق عبد الرحمن أحمد، أنها يتقبل من النفقات اللتي كان يصرفها على تغيير الزيت للسيارة الكبود والذي وصلت قيمته إلى 280 جنيه، ويتم تغييره كل 10 أيام، إلا أنه يضطر لتغييره كل 15 يوما لتقليل النفقات.
الحاج حمدي، سائق، يقول إنه يعمل كسائق منذ 20 عاما، ولا يمتلك سوى تلك السيارة “الكبوت”، وليس بإمكانه توفير أي مُقدم لدفعه للحصول على السيارة الميكروباص، رغم رغبته في التجديد، مقترحا أنه يتم تثمين السيارة من قِبل لجنة مختصة وجعل ثمنها مقدما للحصول على السيارة الميكروباص.
ويؤيده في الرأي حجاج أبو الحمد، سائق، في أنه يتم دفع المقدم من خلال السيارة القديمة بعد تثمينها، متمنيا زيادة فترة سداد الأقساط، بما يتناسب مع إمكاناتهم.
أبو تشت.. الكبود وسيلة المواصلات للتنقل بين المركز وقراه بالرغم من مخاطرها
وفي أبو تشت، تعد السيارات الربع نقل “الكبوت”، هي وسيلة المواصلات للتنقل بين المدينة وقراها بالرغم من مخاطرها، وتسببها في العديد من الحوادث، فهي سيارات متهالكة، مر عليها العشرات من السنوات، وتعاني من إهمال شديد، بالإضافة إلى أن بعض السائقين يحملون الركاب كما يشاءون دون مراعاة الوزن، ولا نسبة الحمولة، فضلا عن أن بعض السيارات تعمل بدون ترخيص، وبعضها يقودها صبية صغار لا يحملون رخصة قيادة.
يقول عزت أبوالمجد، سائق سيارة “كبوت”، إن سيارات الميكروباص لا تتناسب مع أوضاع المواطنين في القرى، لافتا إلى أن الأنسب لهم هي سيارات “الكبوت”، لأنها تستخدم في نقل الركاب وأمتعتهم وأغراضهم وحيواناتهم، مضيفا أن سيارات الكبوت مخصصة لنقل الراكب، وكل مايحمله معه من بضائع.
ويضيف “أبوالمجد”، أن سيارات “الكبوت” تستخدم في نقل بعض السيدات وما تحمله معهن من الجبن القريش والزبدة الفلاحي من القرية لبيعها للزبائن في المدينة، مشيرا إلى أن تلك الأشياء لا تصلح لنقلها سوى سيارات “الكبوت”، بينما سيارات “الميكروباص” لا تتناسب مع نقل مثل هذه البضائع.
ويؤكد على أحمد جاد الرب، سائق سيارة “كبوت”، على أنه لا يعترض على فكرة إحلال سيارات الميكروباص بدلا من الكبوت، ولكنه يطالب بأن يتم وضع أسعار عادلة ومناسبة لسيارات “الكبوت” عند استبدالها بالميكروباص، مضيفا أنه يفضل أيضا فكرة استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات، لأنه نظيف وأقل تكلفة من البنزين.
ويشير الأهالي، إلى أن سيارات “الكبوت” هي الوسيلة الوحيدة للتنقل بين قراهم والقرى المجاورة لهم ومدينة أبوتشت، مؤكدين على أنها وسيلة غير آدمية لا تليق بالمواطن البتشتي، مطالبين بإدخال سيارات ميكروباص تحفظ آدمية المواطن في انتقاله لعمله أو منزله.
مبادرة البنك الزراعي لسائقي الكبوت
وفي وقت سابق، قال اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، إن البنك الزراعي المصري، قدم مجموعة من التسهيلات للمتقدمين للحصول على خطوط سير السيارات.
وأشار الداودي، إلى أن المميزات التي قدمها البنك شملت تخفيض مقدم السيارة إلى 15 % بدلا من 25 % ومنح العميل ميزة تمويل السيارة بالوقود لمدة شهر بقيمة تقديرية ألف جنيه تبدأ من تاريخ الاستلام، بالإضافة إلى قرار المحافظ بالإعفاء من رسوم “الكارتة” لمدة عام، مؤكدًا أن المحافظة تسعى إلى تقديم كافة التسهيلات لتخفيف العبء عن كاهل المواطن القنائي.
يأتي ذلك في إطار سعي المحافظة لاستيعاب كثافة الركاب، لاسيما في أوقات الذروة لتوفير كافة سبل الراحة للمواطنين وكذلك وإضفاء نوع من المظهر الحضاري، كما تسعى المحافظة إلى إحلال سيارات “البيك أب” بسيارات ميكروباص جديدة تتناسب مع ما تشهده المحافظة من تطور في شتي المجالات، بالإضافة إلى توفير وسائل مواصلات آمنة للمواطنين.