إبداع

«طالعة النخيل».. منى قوت سيدة بـ100 رجل تناطح السماء للبحث عن الرزق (فيديو وصور)

كتب_ صابر سعيد – مني أحمد

سنوات من الشقاء رسمت علي وجه الأربعينية التي اختارت مهن الرجال للعمل فيها وخلعت ثوب الأنوثة والترف حتى  تكمل مسيرة العيش وتنفق علي نفسها وأسرتها تاركة ورائها آلاف الكلمات من الاستهجان والتنكير ومقارنتها بالرجال، متمسكة بضحكة لا تغيب عن وجهها في كل وقت تطلب فيه الظهور لتستند علي ذراعها كما يستند النخيل بالجذور ويطرح صبرها ثمار الفرج والأمل الذي يعينها علي العمل والكسب.

 

تخرج في كل صباح صابرين السباعي أو كما ُيطلق عليها مني قوت لتبحث عن رزقها بين ألياف النخيل وثماره والعمل اليومي لتدر الدخل علي أسرتها التي تتحمل مصاريف الإنفاق عليه، بقريتها قرية الحلة التابعة لمدينة قوص جنوب محافظة قنا، في رحلة يومية اعتادت عليها في كل إشراقة صباح منذ أن كانت طفلة صغيرة تسابق الصبيان من جيلها ركوب النخيل وتتفوق عليهم جميعًا.

لم تكتفي قوت بالعمل في جني ثمار النخيل بل تعمل أيضًا في أعمال اليومية ورفع مخلفات البناء والعمل في المطاحن الخاصة بالغلال والمخابز، وجميعها أعمال شاقة تقسم ظهور الرجال ويطلق عليها مهن الشقاء، تتحدى نفسها قبل تحدي المحيطين حولها.

 

قالت مني قوت، إنها تعمل في طلوع النخيل وجني ثماره “البلح” منذ أن كانت طفلة تلعب مع الصغار في القرية وتتحداهم في طلوع النخيل حتى أن صارت شابة لم تنقطع عن ممارسة هوايتها المفضلة التي تحولت بعد ذلك إلى مصدر رزق للإنفاق علي نفسها وأسرتها، فحولت قوت الهواية إلى عمل ثابت لها حيث تعمل باليومية في جني الثمار عند الأشخاص وتحصل علي مقابل مادي من ذلك وكذلك تبيع البلح في الأسواق وللمعارف، بالإضافة إلى عملها باليومية في البناء والمطاحن بالقرية.

وأوضحت قوت، أن نظرات الرجال لها وبعض أهالي القرية لم تكن عائقًا أمامها في تكملة عملها للإنفاق علي أسرتها، بل تحدت الجميع وعملت مثلمها بعمل الرجال وتفوقت عليهم في طلوع النخيل والثبات لساعات أعلى أشجار النخيل لجنيه في أوقات صعبة، والعمل في أعمال البناء الشاقة أيضًا.

وتابعت مني قوت، لافتة أن عملها لسنوات في جني النخيل جعلها تتمتع بشهرة في القرية وخارجها لتصبح مرتبطة بأعمال مع أصحاب القرية الذين يفضلونها علي الكثير، كما تعمل خارج القرية وهذا ما يساعدها علي استكمال العمل والتمسك به، مضيفة أن في الأوقات الغير موسيمية للنخيل تلجأ إلي العمل في أحد المخابز كعمل بديل لطلوع النخيل.

” حفرت المقابر مع الرجال أثناء أزمة كورونا” بهذه الكلمات أظهرت مني معدنها الأصيل الذي يخرج وقت الأزمات، مبينة أنها شاركت في حفل المقابر مع الرجال أثناء جائحة كورونا والتي شهدت وفاة العديد من أبناء المركز، مؤكدة أنهم رفضوا عملها في بداية الأمر ولكنها أصرت علي الحفر والمساعدة فيما يقومون به.

واختتمت مني قوت حديثها بطلب وأمنية، وهي أن تحصل علي معاش والدها المتوفي ليوفر لها دخلًا ثابتًا تعيش من خلاله حياة كريمة أو أن توفر لها الدولة فرصة عمل أو مشروعًا يعينها علي الحياة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق