مصانعنا ومزارعنا

الشارع القنائي” ينشر طرق التخلص الآمن من مخلفات الأضاحي

رئيس "إعلام شئون البيئة بقنا": إلقاء مخلفات الأضاحي بالشوارع أمر لا يُقرّه شرعٌ ولا عُرف

اختلاط دماء الحيوانات مع الأتربة تُمثل بيئة خصبة لحوالى 300 مرض

متابعة: عبد الرحمن الصافي

مع حلول عيد الأضحى المبارك، يحتاج الكثيرون إلى معرفة طريقة التخلص الآمن من مخلفات الأضاحي، كما يشكل ذلك الأمر أهمية بالغة لآخرين يتضررون من إلقاء تلك المخلفات بمحيط سكنهم أو بالشوارع مما يسبب ضررا بيئيا كبيرا، و”الشارع القنائي” يقدم في هذا التقرير أفضل الطرق للتخلص الآمن من مخلفات الأضاحي.

يقول المهندس أسعد محمد، رئيس قسم الإعلام و التوعية البيئية بجهاز شئون البيئة بقنا، إن مخلفات الأضاحي تُصنف بالمخلفات البيولوجية لخطورتها، حيث إنها بيئة خصبة لكل الكائنات الحية، بل مزرعة للبكتيريا والفيروسات.

ويشرح محمد، طرق التخلص الآمن من مخلفات الأضاحي كما يلي:

أولا الذبح بالمجازر:

يوضح رئيس قسم الإعلام والتوعية بجهاز شئون البيئة بقنا، أنه يجب التخلص من هذه المخلفات الضارة، من خلال تسليم المخلفات عن كل رأس تذبح إلى المحارق المخصصة للتخلص من المخلفات داخل المجزر؛ حيث يتم التخلص منها بطريقة آمنة بيئيًا وصحيًا، لافتا إلى أن الضرر الناتج عن هذا النوع من التخلص من هذه المخلفات بطريقة خاطئة لا حدود له، حيث إن عملية الترمم تحول هذه المخلفات لمزرعة بكتيرية وفيروسية، بل يمكن أن تُكوّن أنواعا بكتيرية أو فيروسية اختفت من عقود كثيرة وتظهر في هذه البيئة مجددًا، فتفاعل هذه المخلفات مع الشمس والأتربة خطير.

ثانيا: الذبح العشوائي:

يناشد محمد، المواطنين بضرورة ذبح الأضحية بالمجازر المخصصة لذلك، والمُعلن عنها بكل منطقة، إلا أن كل مضحي يحرص على ذبح أضحيته بنفسه وتلطيخ يده بالدماء، مشيرا إلى أن إلقاء مخلفات الأضاحي في الشارع دُون اكتراث بالعواقب، التي يُمكن أن تنتهي بنتائج كارثية يعد من الجرائم البيئية، وأن ما يحدث خلال أيام عيد الأضحى من ذبح بالشوارع ورمي مخلفات أمر لا يُقرّه شرعٌ ولا عُرف.

ويتابع، أن دماء الحيوانات المختلطة مع الأتربة والطين تُمثل بيئة خصبة لحوالى 300 مرض تنتشر عدواها طوال العام، باعتبار أن معظم الحيوانات المذبوحة لا تظهر عليها الأمراض، لكن معظمها خطر على حياة الإنسان.

ويضيف رئيس “إعلام شئون البيئة بقنا”، أن مخلفات ذبح الأضاحى تسبب فى زيادة المصادر المؤثرة على التلوث البيئي؛ نتيجة ما يتخلف عن عملية الذبح من مخلفات ثانوية تتمثل في الدم والجلد والقرون والعظام، والحوافر والأجزاء التي لا تصلح للاستخدام الآدمي ومحتويات الكرش والصوف والشعر.

‏ويستطرد، أنه من الممكن لتلك المخلفات أن تُحدث تلوثًا لكل من المياه السطحية والجوفية، والتربة، مما يتسبب عنه تغير في محتويات التربة، كما يمكن أن يؤدي إلى تلوث الهواء، لافتا إلى حدوث خلل بيئي عندما تُصرف مخلفات الذبح بشكل غير صحي إلى المياه، فقد يؤدي ذلك إلى نفاد الأكسجين الذائب، وحدوث أضرار جسيمة بالكائنات المائية، وتكوين ترسبات طينية ورغوة تطفو على سطح المياه.

ويحذّر المهندس أسعد محمد، رئيس قسم الإعلام و التوعية البيئية بجهاز شئون البيئة بقنا، من إلقاء مخلفات الأضاحي فى شبكات الصرف الصحي أو الترع أو الشوارع لما لها من تلك الآثار أو أضرار انسداد شبكات الصرف وخروج الروائح الكريهة، كما أنه من الناحية الصحية والطبية، فإن الذبح خارج المذابح الرسمية يتخطى الكشف البيطري علي الذبيحة والتي قد تكون مريضة بأمراض تمنع تناولها مثل الدرن والبروسيلا.

ويشير، إلى أن هذه المخلفات لابد وأن تعالج بمطهرات كيمائية، لافتا إلى أنه كان قديما يتم التخلص من هذه المخلفات عن طريق دفنها وإلقاء الجير الحي عليها لكن هناك حلول أخرى منها إعادة التدوير، أو تخصيص سيارات من الوحدات المحلية بمواعيد لجمع تلك المخلفات.

ويلفت، إلى إمكانية مواجهة هذه الأضرار البيئية الناجمة عن مخلفات الذبح، بأن يتم تخميرها تحت درجات حرارة مرتفعة، تصل لـ65 درجة مئوية لمدة شهر كامل، حتى تستطيع أن تقتل الحشرات والكائنات الضارة الأخرى.

ويذكر محمد، أنه يمكن الاستفادة من البقايا بعد التخمير في تسميد التربة، حيث تسهم فى النشاط الزراعى بدلًا من الأسمدة الكيماوية، كما يمكن أن تدخل مخلفات الحيوانية فى العديد من الصناعات وأبرزها صناعة الجلود، وأيضا في إعداد الأعلاف والسماد وحتى إنتاج الغاز الحيوي كمثال لهذه الاستخدامات.

ويوضح، رئيس “إعلام شئون البيئة بقنا”، أن «مسحوق الدم» الذي يتم تحضيره من تجفيف الدماء يُمكن أن يُضاف إلى العلف، فهو يحتوي على 80% من البروتين ويُمكن استعماله بنسبة 6- 8% في خلطات الأعلاف، كما يُمكن لهذا المسحوق أن يستخدم كسماد عضوي غني بعنصر النيتروجين، ويستعمل في الحدائق المنزلية بإضافته إلى التربة ليساعد النباتات على النمو بسرعة وقوة.

ويتابع، كما يمكن الاستفادة من الجلود والعظام في صناعة مادة الجيلاتين، الذي يستخدم في صناعات مختلفة مثل مستحضرات التجميل والكبسولات الدوائية وكبديل لبلازما الدم وغيرها، بدلًا من أن يتم هدرها وتحويلها إلى قمامة.

ويرى، رئيس “إعلام شئون البيئة بقنا”، أنه من الأفضل تخصيص سيارات من الوحدات المحلية بمواعيد لجمع تلك المخلفات، والمخالف يطبق عليه قانون البيئة وقانون الصحة العامة، وأن يكون ذلك بالتنسيق مع مديريات الطب البيطري والصحة والبيئة والمحليات، مع ضرورة التخلص الآمن من هذه المخلفات قبل مرور 24 ساعة، لعدم تكون البكتيريا والفيروسات والتشديد والرقابة على أماكن الذبح وعلى طريقة التخلص من المخلفات.

وأكد المهندس أسعد محمد، رئيس قسم الإعلام و التوعية البيئية بجهاز شئون البيئة بقنا، على ضرورة تطبيق عقوبة الذبح في الشارع، وتحرير محضر تلوث بيئي بغرامة مالية كبيرة؛ حفاظًا على الصحة العامة، ومنع تلوث الشوارع والحفاظ على مظهرها الحضاري.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق